خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٤ - الصفحة ١١٧
الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يعرفوا حد ما حد لهم، ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا، ولكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها إلا مشرك كافر، ثم قال: " تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون " (1).
فأخبرك حقائق أن الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا، ورضى من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به، وبه بعث أنبياءه ورسله، ثم قال:
" وبالحق أنزلناه وبالحق نزل " (2) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) فأضل الذين لم يعرفوا معرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم، هو الحلال المحلل ما أحلوا، والمحرم ما حرموا، وهم أصله ومنهم الفروع الحلال وذلك سعيهم، ومن فروعهم أمرهم الحلال وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة، وتعظيم حرمات الله وشعائره ومشاعره، وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام والشهر الحرام، والطهور والاغتسال من الجنابة، ومكارم الأخلاق ومحاسنها وجميع البر.
ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " (3) فعدوهم (4) المحرم وأولياؤهم الدخول في أمرهم إلى يوم القيامة، فهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والخمر والميسر والزنا والدم ولحم الخنزير، فهم الحرام المحرم، وأصل كل حرام، وهم الشر وأصل كل شر، ومنهم فروع الشر كله، ومن تلك (5) الفروع الحرام واستحلالهم إياها، ومن فروعهم تكذيب

(١) البقرة ٢ / ٢٢٩.
(٢) الاسراء ١٧ / ١٠٥.
(٣) النحل: ١٦ / 90.
(4) كذا في الأصل، وفي المصدر: فعددهم.
(5) كذا في الأصل، وفي المصدر: ومن ذلك، والظاهر صحته لان للكلام مرتبط بما تقدم وليس تفريعا لاحقا
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست