القطايع جمع قطيعة وهي أرض أو دار أقطعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبعض الصحابة ليعمروها ويزرعوها أو يسكنوها ويستبدوا بها والإقطاع يكون تمليكا وغير تمليك ولعل المراد هنا هو الأول (ورددت دار جعفر) عليه السلام (إلى ورثته وهدمتها من المسجد) كأنها غصبت وأدخلت في المسجد.
(ونزعت نساء تحت رجال بغير حق) كالمعقودات بعقد فاسد والمطلقات بغير سنة أو بغير شاهد أو في الحيض وغير ذلك (ورددت ما قسم من أرض خيبر) التي كانت للمسلمين كلهم لكونها مفتوحة عنوة (ومحوت دواوين العطايا) أي دفاترها المكتوبة فيها عطاياهم من بيت المال على قدر حالاتهم وأول من وضعها الثاني (وأعطيت كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطي بالسوية) بين الشريف والوضيع والعرب والعجم والمهاجرين والأنصار ولم يفضل بعضهم على بعض، وقد فضله الثاني خلافا له، ففضل المهاجرين على الأنصار على غير غيرهم والعرب على العجم وبعض النساء على بعض، وتفضيل النبي (صلى الله عليه وآله) بعض المنافقين والمستضعفين في غنائم حنين بأمر الله تعالى به لا يقتضي جوازه لغيره مطلقا.
(لم أجعلها دولة بين الأغنياء) يتناولونها دون الفقراء وفي النهاية: دولة بالضم ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم (وألقيت المساحة) المقدرة بينهم وهي بالكسر الذرع الذي يقدر به الجريب وهو أربعة أقفزة والقفيز مائة وأربعة وأربعون ذرعا فالجريب عندهم خمسمائة وستة وسبعون ذرعا (وسويت بين المناكح) أي بين النساء في النفقة والكسوة والقسمة والعطية من بيت المال هذا من باب الاحتمال والله أعلم (وأنفذت خمس الرسول) كان الأول يملكه ويصرفه في أقاربه والثاني يصرفه في المسلمين ويمنع منه آل الرسول (وأمرت بإحلال المتعتين) اللتين كانتا حلالا في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وحرمهما الثاني فإنه صعد المنبر وقال: أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن وهن متعة النساء ومتعة الحج وحي على خير العمل (وأخرجت من أدخل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجده) صلى الله عليه وآله (ممن كان رسول الله أخرجه وأدخلت من أخرج بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممن كان رسول الله أدخله) أدخلوا كثيرا من المنافقين الذين أخرجهم النبي (صلى الله عليه وآله) وأدخل فيه الثالث الحكم بن عاص وأولاده وكانوا طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعداؤه فزوج إحدى بنتيه مروان بن الحكم وأخريهما حارث بن الحكم وأعطاهم خمس غنائم أفريقية ومن بيت مال المسلمين أموالا جزيلة ورجحهم على أعاظم الصحابة وأخرج أبا ذر إلى الشام ثم إلى الربذة لأنه كان يخطئه ويعد قبايحه على رؤوس الأشهاد.
(وحملت الناس على حكم القرآن) الذي حرفوه وبدلوه فجعلوا حلاله حراما وحرامه حلالا