شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٨٨
لوجود الأول وهو مجموع إصابة البلاء وجعل فتنة الناس كعذاب الله فيفيد أن إصابة البلاء مع البقاء على الإيمان وعدم التزلزل فيه خوفا من عذاب الله سبب تام لقرب المنزلة وقوله «وأعيذك بالله وإيانا من ذلك) جملة معترضة دعائية طلبا للثبات وذلك إشارة إلى الجعل المذكور.
(واعلم رحمك الله أنه لا تنال محبة الله إلا ببغض كثير من الناس) كما أنهم لا ينالون غضب الله إلا ببغضنا (ولا ولايته إلا بمعاداتهم) كما أنهم لا ينالون ولاية الشيطان إلا بمعاداتنا والظاهر أن إضافة البغض والمعادات إلى المفعول، وكون الإضافة إلى الفاعل بعيد (وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون) أي زوال بغضهم وعداوتهم بسبب محبتهم لنيل الدنيا أو السبق والتبادر إليهما من قولهم: فاتني فلان بكذا أي سبقني به قليل يسير لدرك محبة الله وولايته والله أعلم (يا أخي إن الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم) هم الأوصياء عليهم السلام وكذلك جرت سنة الله في الأولين والآخرين وهذا أمر يقتضيه العقل الصحيح إذ لو لم يكن للخلق حاجة إلى الرسل والأنبياء لزم من ذلك أن يكون إرسال الرسل وإنزال الكتاب عبثا (يدعون بعد الرسل من ضل عن سبيلهم إلى الهدى وهو دين الحق ويصبرون معهم) أي مع من تبعهم أو مع الرسل أو مع الضالين (على الأذى) أي على أذاهم من جهلهم (يجيبون داعي الله) وهو الرسول بما جاء إليهم من الله (ويدعون إلى الله) بما يوجب القرب منه (فأبصرهم رحمك الله) بعين البصيرة واليقين فإنهم في منزلة رفيعة من المنازل الإلهية والمقامات الروحانية وإن أصابتهم في الدنيا وضيعة باعتبار تخلف الخلق عنهم وأضرارهم.
(إنهم يحيون بكتاب الله الموتى) أي الجهال الذين ماتت قلوبهم بمرض الجهالة وداء الضلالة بالتعليم والتفهيم والإرشاد إلى الدين القويم وحمل الموتى على المعنى المعروف وإن كانت لهم قدرة أيضا على إحيائهم باذن الله بعيد (ويبصرون بنور الله من العمى) المراد بالنور العلم على سبيل الاستعارة وبالعمى ظلم الجهالات والشبهات وقد شاع إطلاقه عليها مجازا ولعل المراد أنهم يبصرون بنور العلم الذي لا يضل من اهتدى به صراط الحق ودينه من ظلمات الجهالة والشبهات التي أحدثها الجاهلون في الشريعة (كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد هدوه) «كم» في الموضعين خبرية لبيان الكثرة، والمراد بالقتيل المنكر للرسول وبالتايه المنكر للولاية أو المستضعف (يبذلون دماءهم دون هلكة العباد) شفقة لهم وترجيحا لنجاتهم من العقوبة الأبدية، على صب دمائهم وزوال حياتهم الدنيوية والهلكة بالتحريك الهلاك (ما أحسن أثرهم على العباد) بالرحمة والهداية والمعونة والنصرة (وقبح آثار العباد عليهم) بالإضرار والمخالفة والغلظة.
* الأصل:
18 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال:
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481