ذاك والله حين قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير) مجمل القول أنه لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجتمعت الصحابة في سقيفة بني نجار فخطبهم سعد بن عبادة وأغراهم بطلب الإمامة وكان يريدها لنفسه فبلغ الخبر أبا بكر وعمر فجاءا مسرعين فتكلم أبو بكر فقال للأنصار ألم تعلموا أنا معاشر المسلمين أول الناس إسلاما ونحن عشيرة رسول الله وأنتم الأنصار الذين وزراؤه وإخواننا في كتاب الله وأحق الناس بالرضا بقضاء الله والتسليم لما ساق الله إلى إخوانكم، فدعاهم إلى بيعة أبي عبيدة أو عمر فقال: أما ينبغي أحد من الناس أن يكون فوقك.
فقالت الأنصار: نحن أصحاب الدار والإيمان لن يعبد الله علانية إلا عندنا وفي بلادنا ولا عرف الإيمان إلا من أسيافنا ولا جمعت الصلاة إلا في مساجدنا فنحن أولى بهذا الأمر فإن أبيتم فمنا أمير ومنكم أمير فقال عمر: هيهات هيهات لا يجتمع سيفان في غمد وإن العرب لا ترضى بأن نؤمركم لهذا الأمر - إلى أن قال - والله لا يرد على أحد إلا حطمت أنفه بسيفي هذا، فقام بشر بن سعد الخزرجي وكان يحسد سعدا أن يصل إليه هذا الأمر وقال: إن محمدا رجل من قريش وقومه أحق بميراث أمره فلا تنازعوهم معشر الأنصار، فقام أبو بكر وقال: هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم، فقالا: لا يتولى هذا الأمر غيرك وأنت أحق به أبسط يدك، فبسط يده فبايعاه وبايعه بشر والأوس كلها وحمل سعد وهو مريض فادخل منزلة وقيل: إنه بقي ممتنعا من البيعة حتى مات.
* الأصل:
20 - وعنه، عن محمد بن علي، عن ابن مسكان، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت قول الله عزوجل: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) قال: فقال: يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله عزوجل بنبيه (صلى الله عليه وآله) فقال: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
* الشرح:
(فقال: يا ميسر إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله عز وجل بنبيه (صلى الله عليه وآله) فقال ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) وذلك إذ بعث في وقت كان أهل الأرض كافرين ولم يكن فيهم مؤمن ظاهرا أو كان الهرج والمرج والقتل والنهب والفساد شايعة بينهم كما مر تفصيل ذلك في كتاب الأصول.