(والابتهال ترفع اليدين وتمدهما وذلك عند الدمعة، ثم ادع) في القاموس الابتهال الإجتهاد واخلاصه، وفي النهاية الابتهال ان تمد يديك جميعا وأصله التضرع والمبالغة في السؤال وقيل الابتهال حين يرى أسباب البكاء فيرفع يديه إلى السماء حتى يتجاوز رأسه لأن البكاء علامة إجابة الدعاء فكأنه وصل إلى المطلوب وأعطاه الله تعالى فيمد يديه حتى يأخذه والظاهر أن قوله: «ثم ادع» مترتب على الابتهال وترتبه على الجميع أنسب.
* الأصل:
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) فقال: الاستكانة هو الخضوع والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما.
* الشرح:
قوله: ((فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)) قيل استكان من باب الافتعال وأصله إفتعل من السكون فالمد شاذ حصل بالإشباع وقيل من باب الاستفعال وأصله استفعل من كان فالمد قياس ووجه بأنه يقال استكان إذا خضع وذل أي صار له كون خلاف كونه الأولي كما يقال استحال إذا تغير من حال إلى حال إلا أن استحال عام في كل حال واستكان خاص.
(فقال الاستكانة هو الخضوع) تذكير الضمير باعتبار الخبر والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما الإشارة بالإصبعين وتحريكهما كما مر أو الأعم منها فيشمل الابتهال أيضا.
* الأصل:
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد، جميعا; عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي خالد، عن مروك بياع اللؤلؤ، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر الرغبة وأبرز باطن راحتيه إلى السماء، وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء، وهكذا التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا، وهكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة وهكذا الابتهال ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة ولا يبتهل حتى تجري الدمعة.
* الشرح:
قوله: (وهكذا الرهبة) أي وهكذا ذكر الرهبة وقس عليه البواقي واعلم أن تفسير الألفاظ المذكورة موافق لما مر في الرواية السابقة إلا التضرع والتبتل ويمكن أن يكون هذا إشارة إلى فرد آخر لهما كما يمكن تخصيص السابق بما ذكر هنا فتأمل.
* الأصل: