الكافي - الشيخ الكليني - ج ٨ - الصفحة ٦٨
أزمتها فأوردتهم الجنة وفتحت لهم أبوابها ووجدوا ريحها وطيبها وقيل لهم: " ادخلوها بسلام آمنين "، ألا وقد سبقني إلى هذا الامر من لم أشركه فيه ومن لم أهبه له ومن ليست له منه نوبة (1) إلا بنبي يبعث، ألا ولا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله)، أشرف منه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم. حق وباطل ولكل أهل، فلئن أمر الباطل لقديما فعل (2) ولئن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شئ فأقبل ولئن رد عليكم أمركم أنكم سعداء وما علي إلا الجهد وإني لأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولو أشاء لقلت: عفا الله عما سلف، سبق فيه الرجلان وقام الثالث كالغراب همه بطنه، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له، شغل عن الجنة والنار أمامه، ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم سادس: ملك يطير بجناحيه ونبي أخذ الله بضبعيه (3) وساع مجتهد وطالب يرجوا ومقصر في النار، اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة عليها يأتي (7) الكتاب وآثار النبوة، هلك من ادعى وخاب من افترى إن الله أدب هذه الأمة بالسيف والسوط وليس لاحد عند الامام فيهما هوادة (4) فاستتروا في بيوتكم وأصلحوا ذات بينكم والتوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحق هلك (5).
* (حديث علي بن الحسين عليهما السلام) * 24 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هلال ابن عطية (6) عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: كان يقول: إن أحبكم إلى الله عز وجل أحسنكم عملا وإن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة

(1) في بعض النسخ [توبة].
(2) أمر - كفرح - أمرا وأمرة: كثر.
(3) أي عضديه: يعني ان عباد الله المكلفين على خمسة أقسام: ملك يطير... الخ.
(4) الهوادة: السكون والرخصة والمحاباة.
(5) صفحة كل شئ وجهه، يعني من كاشف الحق مخاصما له هلك هلاكا أخرويا وهي كلمة جارية مجرى المثل. (في).
(6) في الفقيه " مالك بن عطية " وهو الظاهر. (آت).
(7) في بعض النسخ [باقي الكتاب] وفي بعضها [ما في الكتاب]
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست