فرثا له (1) فقال له: ما لرجليك هكذا؟ قال: جئت على بكر لي نضو فكنت (2) أمشي عنه عامة الطريق، فرثا له وقال له عند ذلك زياد: إني ألم بالذنوب حتى إذا ظننت أني قد هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة وتجلى عني فقال أبو جعفر (عليه السلام): وهل الدين إلا الحب؟ قال الله تعالى: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم (3) " وقال: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله (4) " وقال: " يحبون من هاجر إليهم (5) " إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله أحب المصلين ولا أصلي (6) وأحب الصوامين ولا أصوم؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت وقال: ما تبغون وما تريدون أما إنها لو كان فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى نبينا وفزعتم إلينا.
36 - سهل، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، وعبد الله بن بكير، عن سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الحمد الله صارت فرقة مرجئه وصارت فرقة حرورية وصارت فرقة قدرية وسميتم الترابية وشيعة علي، أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله (صلى الله عليه وآله) وآل رسول الله (عليهم السلام) وشيعة آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما الناس إلا هم، كان علي (عليه السلام) أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأولى الناس بالناس - حتى قالها ثلاثا -.
37 - عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الحميد الواسطي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى ليوشك الرجل منا أن يسأل في يده؟ فقال: يا [أبا] عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا، قلت: أصلحك الله إن هؤلاء المرجئة يقولون ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه