الصحيفة السجادية (ابطحي) - الإمام زين العابدين (ع) - الصفحة ٣٣٦
شأني، وشتت علي أمري، وقد أشرفت على هلكتي نفسي، وإذا لم تتداركني (13) منك برحمة تنقذني بها فمن لي بعدك يا مولاي؟! أنت الكريم العواد بالمغفرة، وأنا اللئيم العواد بالمعاصي، فاحلم يا حليم عن جهلي، وأقلني يا مقيل عثرتي، وتقبل يا رحيم توبتي، سيدي ومولاي ولا بد من لقائك على كل حال، وكيف يستغني العبد عن ربه؟! و كيف يستغنى المذنب عمن يملك عقوبته ومغفرته؟!
سيدي لم أزدد إليك إلا فقرا، ولم تزدد عني إلا غنى، ولم تزدد ذنوبي إلا كثرة، ولم يزدد عفوك إلا سعة، سيدي ارحم تضرعي إليك وانتصابي بين يديك، وطلبي ما لديك توبة فيما بيني وبينك سيدي متعوذا بك، متضرعا إليك بائسا فقيرا تائبا غير مستنكف ولا مستكبر ولا مستسخط (14) بل مستسلم لأمرك، راض بقضائك، لا آيس من روحك (15) ولا آمن من مكرك، ولا قانط من رحمتك سيدي بل مشفق (16) من عذابك، راج لرحمتك لعلمي بك يا سيدي ومولاي فإنه لن يجيرني (17) منك أحد، ولا أجد من دونك ملتحدا (18).
اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في رامقة (19) العيون علانيتي، وتقبح فيما أخلو لك سريرتي، محافظا على رياء الناس من نفسي، ومضيعا ما

13 - استظهرها في الصحيفة 5، وفي الأصل: وإذا تداركتني.
14 - مستسخط: كاره.
15 - روحك: رحمتك.
16 - مشفق: خائف حذر.
17 - يجيرني: ينقذني.
18 - ملتحدا: ملجأ.
19 - رمقه بعينه: أطال النظر إليه.
(٣٣٦)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الغنى (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست