وهو على كل شئ قدير، وهو بكل شئ عليم، يعلم هماهم (26) الأنفس وما تخفي الصدور ووساوسها ونيات القلوب، ونطق الألسن ورجع الشفاه، وبطش الأيدي، ونقل الأقدام، وخائنة الأعين (27) والسر وأخفى، والنجوى (28) وما تحت الثرى، ولا يشغله شئ عن شئ، ولا يفرط في شئ، ولا ينسى شيئا لشئ.
أسألك يا من عظم صفحه، وحسن صنعه، وكرم عفوه، وكثرت نعمه (29) ولا يحصى إحسانه وجميل بلائه، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقضي لي حوائجي التي أفضيت بها إليك، وقمت بها بين يديك، وأنزلتها بك، وشكوتها إليك مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني به، وتقصيري فيما نهيتني عنه.
يا نوري في كل ظلمة، ويا أنسي في كل وحشة، ويا ثقتي في كل شدة (30) ويا رجائي في كل كربة، ويا وليي في كل نعمة، ويا دليلي في الظلام، أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الادلاء فإن دلالتك لا تنقطع.
لا يضل من هديت، ولا يذل من واليت، أنعمت علي فأسبغت (31) ورزقتني فوفرت، ووعدتني فأحسنت، وأعطيتني فأجزلت (32) بلا استحقاق لذلك بعمل مني، ولكن ابتداء منك بكرمك وجودك فأنفقت نعمتك في معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك، وأفنيت