اللهم إن ملائكتك مشفقون (1) من خشيتك، سامعون مطيعون لك وهم بأمرك يعملون، لا يفترون (2) الليل والنهار يسبحون، وأنا أحق بالخوف الدائم لإسائتي على نفسي، وتفريطها إلى اقتراب أجلي، فكم لي يا رب من ذنب أنا فيه مغرور متحير؟
اللهم إني قد أكثرت على نفسي من الذنوب والإساءة، وأكثرت علي من المعافاة، سترت علي ولم تفضحني بما أحسنت لي النظر وأقلتني العثرة وأخاف أن أكون فيها مستدرجا، فقد ينبغي لي أن أستحي من كثرة معاصي، ثم لم تهتك لي سترا، ولم تبد لي عورة، ولم تقطع عني الرزق، ولم تسلط علي جبارا، ولم تكشف عني غطاء مجازاة لذنوبي، تركتني كأني لا ذنب لي، كففت (3) عن خطيئتي، وزكيتني بما ليس في، أنا المقر على نفسي بما جنت علي يداي، ومشت إليه رجلاي وباشر جسدي ونظرت إليه عيناي، وسمعته أذناي، وعملته جوارحي، ونطق به لساني، وعقد عليه قلبي، فأنا المستوجب يا إلهي زوال نعمتك، ومفاجأة نقمتك، وتحليل عقوبتك لما اجترأت عليه من معاصيك، وضعيت من حقوقك، أنا صاحب الذنوب الكثيرة الكبيرة التي لا يحصى عددها، وصاحب الجرم العظيم، أنا الذي أحللت العقوبة بنفسي، وأوبقتها (4) بالمعاصي جهدي وطاقتي، وعرضتها للمهالك