اللهم تب علي حتى لا أعصيك، وألهمني الخير والعمل به، وخشيتك بالليل والنهار، أبدا ما أبقيتني يا رب العالمين.
اللهم إني كلما قلت قد تهيأت وتعبأت (36) وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك، ألقيت علي نعاسا إذا أنا صليت، وسلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت! ومالي كلما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي، عرضت لي بلية أزالت قدمي، وحالت بيني وبين خدمتك!
سيدي لعلك عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحيتني! أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك فأقصيتني (37)! أو لعلك رأيتني معرضا عنك فقليتني (38)! أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني! أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني! أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني! أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني! أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني!
أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني! أو لعلك بجرمي و جريرتي (39) كافيتني! أو لعلك بقلة حيائي منك جازيتني! فإن عفوت يا رب، فطالما عفوت عن المذنبين قبلي، لأن كرمك - أي رب - يجل عن مجازاة المذنبين، وحلمك يكبر عن مكافاة المقصرين، وأنا عائذ بفضلك، هارب منك إليك، متنجز ما وعدت من الصفح عمن