ليحقنوا (50) به دماءهم، فأدركوا ما أملوا، وإنا آمنا بك بألسنتنا وقلوبنا، لتعفو عنا، فأدركنا ما أملنا، وثبت رجاءك في صدورنا، و " لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " (51) فوعزتك لو انتهرتني ما برحت عن بابك، ولا كففت عن تملقك، لما ألهم قلبي من المعرفة بكرمك، وسعة رحمتك، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه، وإلى من يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه.
إلهي لو قرنتني بالأصفاد (52) ومنعتني سيبك (53) من بين الأشهاد، ودللت على فضائحي عيون العباد، وأمرت بي إلى النار وحلت (54) بيني وبين الأبرار، ما قطعت رجائي منك، ولا صرفت وجه تأميلي للعفو عنك، ولا خرج حبك من قلبي، أنا لا أنسى أياديك (55) عندي، وسترك علي في دار الدنيا.
سيدي صل على محمد وآل محمد، وأخرج حب الدنيا من قلبي، واجمع بيني وبين المصطفى خيرتك من خلقك، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله، وانقلني إلى درجة التوبة إليك، وأعني بالبكاء على نفسي، فقد أفنيت بالتسويف (56) والآمال عمري، وقد