نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ١٣٥
واقطعوا بها يومكم، وأشعروها قلوبكم، وارحضوا بها ذنوبكم (1)، وداووا بها الأسقام، وبادروا بها الحمام. واعتبروا بمن أضاعها، ولا يعتبرن بكم من أطاعها (2). ألا فصونوها وتصونوا بها (3)، وكونوا عن الدنيا نزاها، وإلى الآخرة ولاها. ولا تضعوا من رفعته التقوى، ولا ترفعوا من رفعته الدنيا. ولا تشيموا بارقها (4) ولا تستمعوا ناطقها، ولا تجيبوا ناعقها. ولا تستضيئوا بإشراقها، ولا تفتنوا بأعلاقها، فإن برقها خالب (5) ونطقها كاذب. وأموالها محروبة، وأعلاقها مسلوبة. ألا وهي المتصدية العنون (6)، والجامحة الحرون
____________________
والكظاظ - ككتاب - الممارسة وطول الملازمة، وفعله ككتب (1) رحض - كمنع - غسل. والحمام - ككتاب - الموت (2) أي لا تكونوا عبرة يتعظ بسوء مصيركم من أطاع التقوى وأدى حقوقها (3) تصونوا: تحفظوا. والنزاه - جمع نازه - العفيف النفس.
والولاه - جمع واله - الحزين على الشئ حتى يناله أي المشتاق (4) شام البرق: نظر إليه أين يمطر. والبارق: السحاب، أي لا تنظروا لما يغركم من مطامعها. والأعلاق - جمع علق - بالكسر بمعنى النفيس (5) خالب: خادع. والمحروبة: المنهوبة (6) المتصدية:
المرأة تتعرض للرجال تميلهم إليها، ومن الدواب ما تمشي معترضة خابطة. - والعنون - بفتح فضم - مبالغة من عن إذا ظهر، ومن الدواب المتقدمة في السير، شبه الدنيا بالمرأة المتبرجة المستميلة، أو بالدابة تسبق الدواب وإن لم يدم تقدمها، أو الخابطة على غير طريق. والجامحة: الصعبة على راكبها. والحرون التي إذا طلب بها السير وقفت والمائنة: الكاذبة. والخؤون: مبالغة في الخائنة. والكنود - من كند - كنصر:
كفر النعمة. وجحد الحق: أنكره وهو به عالم. والعنود: شديدة العناد. والصدود:
كثيرة الصد والهجر. والحيود مبالغة في الحيد: بمعنى الميل. والميود - من ماد - إذا اضطرب يريد بهذه الأوصاف أن الدنيا في طبيعتها لؤم فمن سالمها حاربته، ومن
(١٣٥)
مفاتيح البحث: الإستحمام، الحمام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست