نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٢٢٦
به الفتق. وألف به ذوي الأرحام بعد العداوة الواغرة في الصدور، والضغائن القادحة في القلوب 232 - ومن كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة وهو من شيعته وذلك أنه قدم عليه في خلافته يطلب منه مالا فقال عليه السلام:
إن هذا المال ليس لي ولا لك وإنما هو فئ للمسلمين (1) وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم كان لك مثل حظهم، وإلا فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم 233 - ومن كلام له عليه السلام ألا إن اللسان لضعة من الانسان (2) فلا يسعده القول إذا امتنع ولا يمهله النطق إذا اتسع. وإنا لأمراء الكلام، وفينا تنشبت عروقه وعلينا تهدلت غصونه
____________________
ليعود ثوبا. أي جمع الله به متفرق القلوب ومتشتت الأحوال. والواغرة: الداخلة. والقادحة المشتعلة (1) الفئ الخراج والغنيمة. وشركه - كعلمه -: شاركه. والجناة بفتح الجيم -: ما يجنى من الشجر أي يقطف (2) أي أن اللسان آلة تحركها سلطة النفس فلا يسعد بالنطق ناطق امتنع عليه ذهنه من المعاني فلم يستحضرها ولا يمهله النطق إذا هو اتسع في فكره بل تنحدر المعاني إلى الألفاظ جارية على اللسان قهرا عنه، فسعة الكلام تابعة لسعة العلم وتنشبت الأصول علقت وثبتت. والمراد من العروق الأفكار العالية والعلوم السامية.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست