نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٩
ولا لبسته عليكم، إنما اجتمع رأي ملاكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما أن لا يتعديا القرآن فتاها عنه، وتركا الحق وهما يبصرانه، وكان الجور هواهما فمضيا عليه. وقد سبق استثناؤنا عليهما - في الحكومة بالعدل والصمد للحق - سوء رأيهما (1) وجور حكمهما 128 - ومن كلام له عليه السلام فيما يخبر به من الملاحم بالبصرة (2) يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب (3)، ولا قعقعة لجم، ولا حمحمة خيل (4). يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام (يومي بذلك إلى صاحب الزنج. ثم قال عليه السلام): ويل لسكككم العامرة (5)، والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور (6)، وخراطيم كخراطيم الفيلة، من أولئك الذين لا يندب
____________________
والتلبيس خلط الأمر وتشبيهه حتى لا يعرف وجه الحق فيه (1) الصمد: القصد. وسوء مفعول لاستثناؤنا (2) الملاحم جمع ملحمة وهي الواقعة العظيمة (3) اللجب الصياح.
واللجم جمع لجام. وقعقعتها ما يسمع من صوت اضطرابها بين أسنان الخيل (4) الحمحمة صوت البرذون عند الشعير وعر الفرس (أي صوته) عندما يقصر في الصهيل ويستعين بنفسه (5) جمع سكة: الطريق المستوي وهو إخبار عما يصيب تلك الطرق من تخريب ما حواليها من البنيان على يد صاحب الزنج، وقد تقدم خبره في قيامه وسقوطه فراجعه (6) أجنحة الدور رواشنها. وقيل إن الجناح والروشن يشتركان في إخراج
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست