نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٢١٦
إذا رجفت الراجفة (1). وحقت بجلائلها القيامة. ولحق بكل منسك أهله، وبكل معبود عبدته، وبكل مطاع أهل طاعته، فلم يجز في عدله وقسطه يومئذ خرق بصر في الهواء (2)، ولا همس قدم في الأرض إلا بحقه. فكم حجة يوم ذاك داحضة، وعلائق عذر منقطعة. فتحر من أمرك ما يقوم به عذرك (3)، وتثبت به حجتك.
وخذ ما يبقى لك مما لا تبقى له (4). وتيسر لسفرك. وشم برق النجاة.
وارحل مطايا التشمير 224 - ومن كلام له عليه السلام والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا (5)، وأجر في الأغلال مصفدا، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض
____________________
(1) الراجفة النفخة الأولى حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفا. وحقت القيامة وقعت وثبتت بعظائمها. والمنسك - بفتح الميم والسين - العبادة أو مكانها (2) يجز - من الجزاء - مبني للمجهول ونائب فاعله خرق بصر وهمس قدم، أي لا تجازى لمحة البصر تنفذ في الهواء ولا همسة القدم في الأرض إلا بحق وذلك بعدل الله (3) تحر من التحري أي أطلب ما هو أحرى وأليق لأن يقوم به عذرك (4) ما يبقى لك هو العمل الصالح فخذه من الدنيا التي لا تبقى لها. وتيسر: تأهب. وشام البرق: لمحه. ورحل المطية: وضع عليها رحلها للسفر (5) كأنه يريد من الحسك الشوك. والسعدان نبت ترعاه الإبل له شوك تشبه به حلمة الثدي. والمسهد - من سهده - إذا أسهره. والمصفد: المقيد
(٢١٦)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست