نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٨٠
بالاخلاص والتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها (1). فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق. ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب. بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم وهو الموت (2) فإن الناس أمامكم، وإن الساعة تحدوكم من خلفكم. تخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر بأولكم آخركم. اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله ولا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشر فأعرضوا عنه 168 - ومن كلام له عليه السلام بعد ما بويع بالخلافة، وقد قال له قوم من الصحابة لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان؟ فقال عليه السلام:
يا إخوتاه إني لست أجهل ما تعلمون، ولكن كيف لي بقوة والقوم المجلبون على حد شوكتهم، يملكوننا ولا نملكهم.
____________________
(1) أي جعل الحقوق مرتبطة بالاخلاص والتوحيد لا تنفك عنه. ومعاقد الحقوق:
مواضعها من الذمم (2) بادره: عاجله، أي عاجلوا أمر العامة بالإصلاح لئلا يغلبكم الفساد فتهلكوا، فإذا انقضى عملكم في شؤون العامة فبادروا الموت بالعمل الصالح كيلا يأخذكم على غفلة فلا تكونوا منه على أهبة. وفي تقديم الإمام أمر العامة على أمر الخاصة دليل على أن الأول أهم ولا يتم الثاني إلا به. وهذا ما تضافرت عليه الأدلة الشرعية
(٨٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست