نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ١٣٤
أوصيكم عباد الله بتقوى الله فإنها حق الله عليكم، والموجبة على الله حقكم (1). وأن تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله.
فإن التقوى في اليوم الحرز والجنة، وفي غد الطريق إلى الجنة.
مسلكها واضح، وسالكها رابح، ومستودعها حافظ (2). لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد الله ما أبدى، وأخذ ما أعطى، وسأل ما أسدى (3). فما أقل من قبلها وحملها حق حملها. أولئك الأقلون عددا. وهم أهل صفة الله سبحانه إذ يقول: " وقليل من عبادي الشكور ". فأهطعوا بأسماعكم إليها (4)، وكظوا بجدكم عليها. واعتاضوها من كل سلف خلفا، ومن كل مخالف موافقا. أيقظوا بها نومكم،
____________________
وأبعد. والغمرة: الماء الكثير والشدة. والمراد هنا إما شدة الفتن وبلاياها أو شدة الجهل ورزاياه. والأزمة - جمع زمام - ما تقاد به الدابة. والحين بفتح الحاء - الهلاك.
والرين - بفتح الراء - التغطية والحجاب وهو هنا حجاب الضلال سببا لاستحقاق ثوابه ومعينة على رضائه. والجنة بضم الجيم - الوقاية وبفتحها دار الثواب (2) مستودع التقوى هو الذي تكون التقوى وديعة عنده وهو الله (3) أسدى: منح وأعطى (4) الإهطاع: الاسراع، أهطع البعير: مد عنقه وصوب رأسه.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست