ولكن الله سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لأمره والاستسلام لطاعته أمورا له خاصة لا تشوبها من غيرها شائبة. وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل ألا ترون أن الله سبحانه أختبر الأولين من لدن آدم صلوات الله عليه إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر ولا تنفع (2)، ولا تبصر ولا تسمع. فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما. ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا، وأقل نتائق الأرض مدرا. وأضيق بطون الأودية قطرا. بين جبال خشنة، ورمال دمثة (3)، وعيون وشلة، وقرى منقطعة. لا يزكو بها خف، ولا حافر ولا ظلف (4). ثم أمر
____________________
(1) أي أضعف تأثيرا في القلوب من جهة اعتبارها واتعاظها. وأبعد للناس أي أشد توغلا بهم في الاستكبار لأن الأنبياء يكونون قدوة في العظمة والكبرياء حينئذ. وقوله فكانت النيات مشتركة، أي لأن الإيمان لم يكن خالصا لله بل أعظم الباعث عليه الرغبة والرهبة (2) الأحجار هي الكعبة. والنتائق - جمع نتيقة -:
البقاع المرتفعة. ومكة مرتفعة بالنسبة لما انحط عنها من البلدان. والمدر قطع الطين اليابس أو العلك الذي لا رمل فيه. وأقل الأرض مدرا لا ينبت إلا قليلا (3) لينة يصعب السير فيها والاستنبات منها. والوشلة - كفرجة - قليلة الماء (4) لا يزكو: لا ينمو. والخف
البقاع المرتفعة. ومكة مرتفعة بالنسبة لما انحط عنها من البلدان. والمدر قطع الطين اليابس أو العلك الذي لا رمل فيه. وأقل الأرض مدرا لا ينبت إلا قليلا (3) لينة يصعب السير فيها والاستنبات منها. والوشلة - كفرجة - قليلة الماء (4) لا يزكو: لا ينمو. والخف