يا ابن عباس ما يريد عثمان إلا أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب (2) أقبل وأدبر، بعث إلي أن أخرج، ثم بعث إلي أن أقدم، ثم هو الآن يبعث إلي أن أخرج. والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثما 241 - ومن خطبة له عليه السلام (ومن كلام له عليه السلام يحث فيه أصحابه على الجهاد) والله مستأديكم شكره (3) ومورثكم أمره، وممهلكم في مضمار محدود (4)
____________________
والرواية مجردين عن الفهم والرعاية فمنزلتهما لا تخالف منزلة الجهل إلا في الاسم (1) كان الناس يهتفون باسم أمير المؤمنين للخلافة أي ينادون به وعثمان رضي الله عنه محصور، فأرسل إليه عثمان يأمره أن يخرج إلى ينبع وكان فيها رزق لأمير المؤمنين فخرج ثم استدعاه لينصره فحضر، ثم عاود الأمر بالخروج مرة ثانية (2) نضح الجمل الماء حمله من بئر أو نهر ليسقى به الزرع فهو ناضح. والغرب - بفتح فسكون: - الدلو العظيمة، والكلام تمثيل للتسخير (3) مستأديكم: طالب منكم أداء شكره. وأمره: سلطانه في الأرض يورثه الصالحين المحافظين على رعاية أوامره ونواهيه (4) ممهلكم أي معطيكم مهلة في مضمار الحياة المحدود بالأجل. وأصل المضمار المكان تضمر فيه الخيل أي تحضر للسباق لتتنازعوا أي تتنافسوا في سبقه. والسبق - بالتحريك -: الخطر يوضع بين المتسابقين