أيها الناس إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها 176 - ومن خطبة له عليه السلام انتفعوا ببيان الله، واتعظوا بمواعظ الله، واقبلوا نصيحة الله. فإن الله قد أعذر إليكم بالجلية (1). واتخذ عليكم الحجة. وبين لكم محابه من الأعمال ومكارهه منها لتتبعوا هذه وتجتنبوا هذه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول " إن الجنة حفت بالمكاره وإن النار حفت بالشهوات " وأعلموا أنه ما من طاعة الله شئ إلا يأتي في كره (2). وما من معصية الله شئ إلا يأتي في شهوة. فرحم الله رجلا نزع عن شهوته (3). وقمع هوى نفسه، فإن هذه النفس أبعد شئ
____________________
إلى أهل اليقين ممن لا تخشى عليهم الفتنة (1) أعذر إليكم بالجلية أي بالأعذار الجلية.
والعذر هنا مجاز عن سبب العقاب في المؤاخذة عند مخالفة الأوامر الإلهية (2) أي لا شئ من طاعة الله إلا وفيه مخالفة لهوى النفس البهيمية فتكره إتيانه، ولا شئ من معصية الله إلا وهو موافق لميل حيواني فتشتهي النفوس إتيانه (3) نزع عنه: انتهى وأقلع،
والعذر هنا مجاز عن سبب العقاب في المؤاخذة عند مخالفة الأوامر الإلهية (2) أي لا شئ من طاعة الله إلا وفيه مخالفة لهوى النفس البهيمية فتكره إتيانه، ولا شئ من معصية الله إلا وهو موافق لميل حيواني فتشتهي النفوس إتيانه (3) نزع عنه: انتهى وأقلع،