ميراثا. لا يعرفون من أتاهم، ولا يحفلون من بكاهم (1)، ولا يجيبون من دعاهم فاحذروا الدنيا فإنها غدارة، غرارة خدوع، معطية منوع، ملبسة نزوع (2). ولا يدوم رخاؤها، ولا ينقضي عناؤها، ولا يركد بلاؤها (منها في صفة الزهاد) كانوا قوما من أهل الدنيا وليسوا من أهلها فكانوا فيها كمن ليس منها. عملوا فيها بما يبصرون، وبادروا فيها ما يحذرون (3). تقلب أبدانهم بين ظهراني أهل الآخرة (4)، يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم وهم أشد إعظاما لموت قلوب أحيائهم 231 - ومن خطبة له عليه السلام خطبها بذي قار وهو متوجه إلى
البصرة ذكرها الواقدي في كتاب الجمل فصدع بما أمر به (5)، وبلغ رسالات ربه فلم الله به الصدع. ورتق
____________________
(1) يحفلون: يبالون (2) ما ألبست إلا نزعت لباسها عمن ألبسته. ولا يركد أي لا يسكن (3) بادر المحذور: سبقه فلم يصبه (4) تقلب أبدانهم أي تتقلب، أي أن أبدانهم وهي في الدنيا تتقلب بين أظهر أهل الآخرة وهو بين ظهرانيهم أي بينهم حاضرا ظاهرا (5) الضمير في صدع للنبي صلى الله عليه وسلم. ولم الصدع لحم المنشق فأعاده إلى القيام بعد الاشراف على الانهدام. والفتق نقض خياطة الثوب فينفصل بعض أجزائه عن بعض. والرتق خياطتها