وهو الذي أسكن الدنيا خلقه، وبعث إلى الجن والإنس رسله ليكشفوا لهم عن غطائها، وليحذروهم من ضرائها، وليضربوا لهم أمثالها، وليبصروهم عيوبها، وليهجموا عليهم بمعتبر من تصرف مصاحها وأسقامها (2)، وحلالها وحرامها. وما أعد الله للمطيعين منهم
____________________
(1) المنصبة - كمصطبة - التعب (2) هجم عليه - كنصر - دخل غفلة. والمعتبر مصدر ميمي الاعتبار والاتعاظ بمعنى. والتصرف: التبدل. والمصاح - جمع مصحة بكسر الصاد وفتحها - بمعنى الصحة والعافية، كأن الناس في غفلة عن سر تعاقب الصحة والمرض على بدن الإنسان حتى نبهتهم رسل الله إلى أن هذا ابتلاء منه سبحانه ليعرف الإنسان عجزه وأن أمره بيد خالقه