ما لي أراكم عن الله ذاهبين، وإلى غيره راغبين. كأنكم نعم أراح بها سائم إلى مرعى وبي ومشرب دوي (2). إنما هي كالمعلوفة للمدي لا تعرف ماذا يراد بها، إذا أحسن إليها تحسب يومها دهرها (3)، وشبعها أمرها. والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت (4)، ولكن أخاف أن تكفروا في برسول الله صلى الله عليه وآله. ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه (5).
____________________
عن القاتلين والناصرين (1) التاركون الخ أي أن التاركين لما أمروا به المأخوذة منهم أعمارهم تطويها عنهم يد القدرة ساعة بعد ساعة. فالمأخوذ منهم صفة للتاركين (2) النعم - محركة - الإبل أو هي والغنم. وأراح بها ذهب بها. وأصل الإراحة الانطلاق في الريح فاستعمله في مطلق الانطلاق، والسائق: الراعي. والوبى: الردى يجلب الوباء. والدوى: الوبيل يفسد الصحة، أصله من الدوا بالقصر أي المرض. والمدي - جمع مدية - السكين أي معلوفة للذبح (3) تحسب يومها دهرها أي لا تنظر إلى عواقب أمورها فلا تعد شيئا لما بعد يومها، ومتى شبعت ظنت أنه لا شأن لها بعد هذا الشبع. هذا كلام كأنه ثوب فصل على أقدار أهل هذا الزمان (4) بمخرجه الخ أي من أين يخرج. وأين يلج أي يدخل (5) مفضيه أصله من أفضى إليه خلا به وإلى الأرض مسها. والمراد أني موصله