جعله الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه
ظلمة وحبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، وعذرا لمن انتحله، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهدا لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج به (1)، وحاملا لمن حمله، ومطية لمن أعمله، وآية لمن توسم، وجنة لمن استلام (2). وعلما لمن وعى، وحديثا لمن روى، وحكما لمن قضى 199 - ومن كلام له عليه السلام يوصي به أصحابه تعاهدوا أمر
الصلاة وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقربوا بها، فإنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا: " ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين " وإنها لتحت الذنوب حت الورق (3)، وتطلقها إطلاق الربق (4)
____________________
وعندها ينقطع سير السائرين إليه لا يتجاوزنها والمتجاوز هالك. والمحاج - جمع محجة - وهي الجادة من الطريق (1) الفلج - بالفتح (*) - الظفر والفوز (2) الجنة - بالضم - ما به يتقى الضرر. واستلام أي لبس اللامة وهي الدرع أو جميع أدوات الحرب أي أن من جعل القرآن لأمة حربه لمدافعة الشبه والتوقي من الضلالة كان القرآن وقاية له (3) حت الورق عن الشجرة: قشره (4) الربق - بالكسر - حبل فيه عدة