قلت: ورواه ابن الاعرابي في معجمه (235 / 1) والطبراني في (الأوسط) (1 / 280) والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) (79 / 2) وزادوا:
(على الجنائز).
الثالث: عن ابن عمر عن النبي (ص) قال:
(اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورا).
أخرجه البخاري (1 / 420) ومسلم (2 / 187) وأحمد (رقم 4511، 4653، 6045) الرابع: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص):
(لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).
أخرجه مسلم.
وقد ترجم البخاري للحديث الثالث بقوله:
(باب كراهية الصلاة في المقابر).
وبين وجه ذلك الحافظ في شرحه فقال ما مختصره:
(استنبط من قوله في الحديث: (لا تتخذوها قبورا) أن القبور ليست بمحل للعبادة، فتكون الصلاة فيها مكروهة، وقد نازع الإسماعيلي المصنف في هذه الترجمة فقال:
الحديث دال على كراهة الصلاة في القبر لا في المقابر: قال: قد ورد بلفظ المقابر كما رواه مسلم من حديث أبي هريرة بلفظ (لا تجعلوا بيوتكم مقابر)، وقال ابن التين:
تأوله البخاري على كراهة الصلاة في المقابر: وتأوله جماعة على أنه إنا فيه الندب إلى الصلاة في البيوت، إذ الموتى لا يصلون، كأنه قال: لا تكونوا كالموتى الذين لا يصلون في بيوتهم وهي القبور، قال: فأما جواز الصلاة في المقابر أو المنع منه فليس في الحديث ما يؤخذ منه ذلك. قلت إن أراد أنه لا يؤخذ منه بطريق المنطوق فمسلم. وإن أراد نفي ذلك مطلقا فلا، فقد قدمنا وجه استنباطه، وقد نقل ابن المنذر عن أكثر أهل العلم أنهم استدلوا بهذا الحديث على أن المقبرة ليست بموضع للصلاة. وكذا قال البغوي في (شرح السنة) والخطابي).