الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٥٧
41 " ماذا تريد أن أصنع لك؟ " فقال: " يا رب، أن أبصر ". 42 فقال له يسوع: " أبصر، إيمانك خلصك! " 43 فأبصر من وقته وتبعه وهو يمجد الله، ورأى الشعب بأجمعه ما جرى فسبح الله (33).
[زكا العشار (1)] [19] 1 ودخل أريحا وأخذ يجتازها. 2 فإذا رجل يدعى زكا وهو رئيس للعشارين غني 3 قد جاء يحاول أن يرى من هو يسوع، فلم يستطع لكثرة الزحام، لأنه كان قصير القامة، 4 فتقدم مسرعا وصعد جميزة ليراه (2)، لأنه أوشك أن يمر بها. 5 فلما وصل يسوع إلى ذلك المكان، رفع طرفه وقال له: " يا زكا أنزل على عجل، فيجب على أن أقيم اليوم في بيتك ". 6 فنزل على عجل وأضافه مسرورا. 7 فلما رأوا ذلك قالوا كلهم متذمرين: " دخل منزل رجل خاطئ ليبيت عنده! " (3) 8 فوقف زكا فقال للرب:
" يا رب، ها إني أعطي الفقراء نصف أموالي، وإذا كنت قد ظلمت أحدا شيئا، أرده عليه أربعة أضعاف " (4). 9 فقال يسوع فيه (5):
" اليوم (6) حصل الخلاص لهذا البيت (7)، فهو أيضا ابن إبراهيم (8). 10 لأن ابن الإنسان جاء ليبحث عن الهالك فيخلصه " (9).
[مثل الأمناء] 11 وبينما هم يصغون إلى هذا الكلام، أضاف إليه مثلا لأنه قرب من أورشليم، وكانوا يظنون أن ملكوت الله يوشك أن يظهر في ذلك الحين (10)، 12 قال: " ذهب رجل شريف

(33) يختم لوقا الرواية بخاتمة مألوفة في المعجزات (راجع 2 / 20 +) تمهد ل‍ 19 / 37.
(1) ينفرد لوقا بهذه الرواية، وهي تعزيز لموضوع التوبة الذي يحبذه (راجع 5 / 32 +). ففي نهاية الصعود إلى أورشليم، تظهر توبة العشار أن يسوع هو ذلك الذي " جاء ليبحث عن الهالك فيخلصه " (الآية 10).
(2) قد تكون هذه الشجرة كبيرة جدا، لكن أغصانها السفلى قليلة الارتفاع.
(3) ترى الأفكار المتداولة عند اليهود أن معاشرة الخاطئين تؤدي إلى نجاسة (5 / 30 و 7 / 34 و 15 / 2).
(4) يعلن " زكا " القرار الذي يتخذه الآن: سيقسم أمواله بينه وبين " الفقراء "، بداعي السخاء، وإن ظلم أحدا شيئا، " سيرده عليه أربعة أضعاف "، الأمر الذي يتجاوز ما تقتضيه الشريعة اليهودية (خر 22 / 3 و 6 واح 5 / 21 - 24 وعد 5 / 6 - 7 وراجع مع ذلك خر 21 / 37 و 2 صم 12 / 6 ومثل 6 / 31) ويعادل عقوبة الشرع الروماني للسرقة الظاهرة.
هذا كرم خارق العادة.
(5) هناك من يترجم " قال له ". لكن الكلام الذي يتبع موجه إلى الحاضرين. والتركيب هو ما ورد في 12 / 41 و 20 / 19.
(6) سبق أن أشرنا، في 4 / 21 +، إلى تشديد لوقا على " آنية " الخلاص.
(7) يظهر كرم زكا أنه نال الغفران والخلاص. تحسن المقارنة بين هذا الكرم ومحبة المرأة الخاطئة في 7 / 47.
(8) ليس المقصود هنا أولا بنوته الجسدية (راجع 3 / 8 و 13 / 27 +)، بل انتماءه إلى الشعب المختار. وبالرغم من مهنته التي تجعله في عداد الخاطئين (الآية 7 وراجع 5 / 30 و 7 / 34 و 15 / 1)، فإنه بكرمه هذا ابن بار لأبي المؤمنين.
(9) خاتمة تشدد على دور يسوع في هذه التوبة.
(10) على مثال اليهود في ذلك الزمان، كان التلاميذ ينتظرون ملكوت الله " عاجلا " (راجع رسل 1 / 6 ومر 10 / 37). ويجعل لوقا من مثل يسوع تحذيرا من قلة الصبر هذه، مبينا أن على التلاميذ نشاطا طويلا يقومون به قبل عودة ربهم (راجع 17 / 23 +).
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة