معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - الصفحة ٢٨٥
كان سعته؟ قال ثلاث أذرع في ذراعين، قلت: ما كان فيه؟ قال: عصى موسى والسكينة، قلت: وما السكينة. قال: روح الله يتكلم، كانوا إذا اختلفوا في شئ كلمهم وأخبرهم ببيان ما يريدون.
3 - أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد عيسى، قال: حدثنا أبو همام إسماعيل بن همام عن الرضا عليه السلام أنه قال لرجل: أي شئ السكينة عندكم؟ فلم يدر القوم ما هي فقالوا: جعلنا الله فداك ما هي؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة الانسان تكون مع الأنبياء عليهم السلام وهي التي أنزلت على إبراهيم عليه السلام حين بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا وكذا وبنى الأساس عليها.
(باب) * (معنى اسلام أبى طالب بحساب الجمل وعقده بيده على) * * (ثلاثة وستين) * 1 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق، وأحمد بن زياد الهمداني، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أسلم أبو طالب - رضي الله عنه - بحساب الجمل - وعقد بيده ثلاثة وستين (1) - ثم قال عليه السلام: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب

(1) لا يخفى أن مبنى هذا على قاعدة وضعها العلماء المتقدمون في مفاصل أصابع اليدين لبيان عقود العدد وضبطها من الواحد إلى عشرة آلاف، فصورة الثلاثة والستين على القاعدة الممهدة أن يثنى الخنصر والبنصر والوسطى والآحاد وهي الثلاثة جاريا على منهج المتعارف من الناس في عد الواحد إلى الثلاثة لكن بوضع الأنامل في هذه العقود قريبة من أصولها وأن يوضع لستين بإبهام اليمنى على باطن العقدة الثانية من السبابة كما يفعله المرماة. ومخلص هذه القاعدة التي ذكرها القدماء هو ان الخنصر والبنصر والوسطى العقد الآحاد فقط والمسبحة والابهام الأعشار فقط فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، والأربعة نشر الخنصر وترك البنصر والوسطى مضمومتين والخمسة نشر البنصر مع الخنصر وترك الوسطى مضمومة، والستة نشر جميع الأصابع وضم البنصر والسبعة: أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا والثمانية ضم الخنصر والبنصر فوقها. والتسعة ضم الوسطى إليهما. وهذه تسع صور جمعتها ثلاث أصابع: الخنصر والبنصر و الوسطى، هذه بالنسبة إلى الآحاد.
واما الأعشار فالمسبحة والابهام فالعشرة أن يجعل ظفر المسبحة في مفصل الابهام من جنبها، و العشرون وضع رأس الابهام بين المسبحة والوسطى، والثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الابهام والأربعون أن تضع الابهام معكوفة الرأس إلى ظاهر الكف، والخمسون أن تضع الابهام على باطن الكف معكوفة الأنملة ملصقة بالكف، والستون أن تنشر الابهام، وتضم إلى جانب الكف أصل المسبحة، والسبعون عكف باطن المسبحة على باطن رأس الابهام، والثمانون ضم الابهام وعكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الابهام المضمومة. والتسعون ضم المسبحة إلى أصل الابهام ووضع الابهام عليها. وإذا أردت آحادا وأعشارا عقدت من الآحاد ما شئت مع ما شئت من الأعشار المذكورة وإذا أردت آحادا بغير أعشار عقدت في أصابع الآحاد من يد اليسرى مع نشر أصابع الأعشار.
وأما المئات فهي عقد أصابع الآحاد من اليد اليسرى فالمائة كالواحد والمائتان كالاثنين وهكذا إلى التسعمائة.
وأما الألوف وهي عقد أصابع عشرات منها، فالألف كالعشر والألفان كالعشرين إلى التسعة آلاف، هذا خلاصة القاعدة المذكورة فتدبر في هذه القاعدة فان لها نفعا عظيما والحمد لله رب العالمين.
أقول. هذا الكلام نقلناه من هامش النسخة التي تفضل بها النسابة الكبير الآية الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي - مد ظله -. وفى مجمع البحرين قال: قوله: " عقد بيده الخ " أي عقد خنصره وبنصره والوسطى ووضع إبهامه عليها وأرسل السبابة.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست