ويا للمسلمين أبلغ الصحابة " رضي الله عنهم " من البلادة والبله والجهل أن لا يعرفوا مع هذا كله أن العمرة جائزة في أشهر الحج؟ وقد عملوها معه (صلى الله عليه وآله) عاما بعد عام في أشهر الحج، حتى يحتاج إلى أن يفسخ حجهم في عمرة ليعلموا جواز ذلك تالله إن الحمير لتميز الطريق من أقل من هذا فكم هذا الإقدام والجرأة على مدافعة السنن الثابتة في نصر التقليد؟ مرة بالكذب المفضوح، ومرة بالحماقة المشهورة، ومرة بالغثاثة والبرد حسبنا الله ونعم الوكيل (1).
أقول: إن كل ما قاله ابن القيم وابن حزم والعيني لا يختص بمتعة الحج، ولو أنهم تتبعوا موضوع متعة النساء (وبقية الأحكام التي كانت على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)) لتعرفوا على صورة أبشع من متعة الحج، واطلعوا على أعذار الرواة المفتعلة التي لا تدعم قولا ولا تغني من الحق شيئا. وإن هؤلاء العلماء تهجموا على من خالف سنة الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى وإن كانوا من الخلفاء الراشدين وغيرهم (2). إذن ماذا يقولون في متعة النساء التي عمل بها أيام أبي بكر وشطر من خلافة عمر، وقال بحليتها معاوية بن أبي سفيان وعمل بها؟
وهنا يرد هذا السؤال: لماذا خالف أهل السنة (جلهم أو كلهم) أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية في عمرة التمتع في الحج ووافقوا عمر بن الخطاب (فقط) في تحريمه لمتعة النساء؟ مع أن تحريم المتعتين جاء بلفظ واحد؟
أقول: ربما السبب في ذلك يعود إلى الضيق الذي يلاقيه المسلمون في الأفراد (كما في تعبير الإمام علي (عليه السلام)) مما دعا علماء السنة إلى التحقيق بالإفراد والوصول إلى النتيجة المطلوبة، خصوصا بعد الاطلاع على آراء كبار الصحابة ورواياتهم، مثل