الزراوند المدحرج وبزر الحند قوقا والكرسنة والسذاب البرى متساوية معجونة بالخل إلى مثقال بالشراب خلصه. ويليها (العقارب) لأنها تقرب من فعلها وربما قتلت خصوصا الحرارة وسم العقارب بارد يقتل بالتجميد وقيل إن منها ما سمه حار كالأفاعي وهو يبرد ويخدر ويرخى ويكثر العرق وكثيرا ما يسكن طورا ويشتد أخرى والجرارة لا تؤلم أولا ولكن بعد يومين تؤلم وتقرح (وعلاجها) شرط العضو والمص بالمحاجم والدلك بالخل والثوم والملح والقطران أيها حصل وكذا ورق القرع، ومن المجرب شرب الزيت محلولا فيه قليل الأفيون، وحمل شعر صبي إذا أخذ بعد أربعين يوما وقيل ثلاثة أشهر مع شئ من الغاريقون وحبة بندق مثلثة في خرقة خضراء طلسم مانع من العقرب ما دام محمولا. ومن شرب الهندبا البرى والكسفرة اليابسة وورق التفاح الحامض متساوية سكنت لوقتها (وأما الرتيلاء) فشرها الصغرى وذات الخطوط البراقة وشر العناكب القصار السود فالطوال البيض وما عدا ذلك سهل والكل دون ما ذكر وعلاجه المص والدلك بمطلق الادهان في الحار والضماد بورق الآس وحبه والسذاب والشونيز شربا وضمادا. وأما القضابة وسام أبرص فكلاهما تبقى أسنانه في المحل ويحدثا حمرة وخضرة في الموضع وكربا وغثيانا وعلاجه قلع ذلك بالدلك بنحو الصوف ويطلى المحل بسحيق بزر قطونا ودهن الورد فان عظم شرط ومص ودلك وعرق (وأما الزنابير) فالقاتل منها نوع كالبازي وآخر رأسه أسود فيه دوائر كثيرة خصوصا إذا وقع على فأرميت ثم لدغ وعلاجه أكل كل مبرد خصوصا الأفيون والكافور والثلج أكلا ودلكا وفتيلة ويبرد المحل كثيرا بالطين والطحلب وماء الكزبرة الرطبة وهذا القدر كاف في علاج النحل والزلافط وأما عض مطلق الحيوانات فعلاجه. علاج القروح ويجب التحرز غالبا من عض الحشرات والمخدرات خصوصا ابن عرس وما كلب من الحيوان فمعلوم الضرر. والكلب في الحيوان كالماليخوليا في الانسان وغالب وقوعه في الكلاب ولذلك اعتنت به الأوائل (ومن العلاج الناجب في سائر العضات) تضميدها بالخل والملح والبورق والثوم والبصل والسلق والجرجير وشعر الانسان أيها وجد، والمكلوب يجتهد أن يبقى جرحه مفتوحا ويعالج بكل ما ينقى الخلط السوداوي وكبد الكلب مشويا أكلا ودمه شربا ونابه تعليقا ولحم ابن يوم منه إذا دق بدقيق الشعير واستعمل كل ذلك مجرب وشرب أربعة قراريط من الخولان كل يوم إلى أربعين يخلص ومن الشونيز درهمان وقدر نقص الذراريح غير المسمومة فيخلط منها قيراط مع مثله من النوشادر ومثله من الرازيانج ويسقى فيخرج قطع الدم مختلفة مع البول ويخلص والمكلوب إذا رأى في المرآة صورة كلب أو خاف من الماء أسبوعا فلا علاج له ولا يؤمن غائلة الكلب قبل ستة أشهر وغالب ما يقع في الحارة وإذا استدارت العين واحمرت أو شيب بياضها بخضرة فمكلوب وإن شك في العضة هل هي من مكلوب أم لا فغمست بدمها لقمة ورميت إلى الكلب ولم يأكلها فمكلوب، وكذا الجوز والشاه بلوط إذا وضعا عليها ليلة وأطعمتها دجاجة وماتت فمكلوب والحيوان المكلوب يدلع لسانه ويسيل لعابه ويطرق رأسه وتحمر عيناه ويمنع القرار والاكل [سيميا] هو علم باحث عن علوم كثيرة تبلغ ثلاثين بابا أجلها علم النواميس وكيفية أعمالها، ثم المحاريق ثم التدخينات والتعافين والمراقيد والاخفاءات وغيرها مما له مدخل في هذا العلم وهل هو محتاج إلى الطب أم لا والذي يظهر أنه محتاج إليه لان عنصر أجزائها من أفراد الطب ومركباته ولا بأس بذكر نبذة يسيرة هنا كيلا يخلو هذا الجزء من فائدة، فقد ذكر في كتاب الإشارات والمقلات في علم السيميا لأنه لا يكاد أحد يأتي بعلمها ولا يفهم تأويلها إلا من اختاره الحق واصطفاه وأراد أن يكون من أهل السيميا والأعمال.
(٦١)