تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٢١
وأكثر من الاستحمام والتغميز [ومنها قذف الدم بقئ وغيره] سببه انفجار أو انصداع إن كان صافيا أو تحلب من عضو إلى آخر إن كان جامدا إلى السواد أو يكون عن قروح إن كان معه مادة.
(العلاج) يفصد في الاسافل إن كان عن انفجار وينقى ما جمد فيها بالقئ وشرب ما يحلل مثل القرطم والحلبة والبسفايج فان دام ونقص في القوى أعطى القواطع كالاقاقيا ودم الأخوين والطين والصمغ المقلوين والسماق والكزبرة وكذا نوى التمر هندي وعصارة النعناع والرجلة والموميا مجربة. وفى الخواص: أن تعليق العقيق الشبيه بماء اللحم غير خالص الحمرة مجرب في قطع الدم [ومنها الوحام] وهو فساد الشهوة والميل إلى أكل نحو الطين والفحم (وسببه) احتراق باقي دم الحض خلطا حريفا يدغدغ المعدة هذا إذا وقع قبل الخامس وقد يكون من نبات الشعر على رأس الجنين فيشك البطن. وأما البواقي فأسبابها أخلاط رديئة في الكيفية تجتمع مخالفة المزاج العادي فتطلب ما يضادها ولا شك في كون المضاد للمعتاد غير معتاد كما ثبت في القواعد من كون المنافاة في الأطراف، وقد يكون الميل إلى الأطعمة الرديئة أو الحوامض والكوامخ من نفس الطبيعة لا على سبيل التداوي وهذا الأخير لا تفارقه الصحة بخلاف الأول (العلاج) يجب التنظيف بالقئ والاسهال وتقتصر الحامل على الأول وأخذ ما يكسر هذه الكيفية الرديئة كشراب البنفسج والنيلوفر وشرب الشيرج.
ومما يقطع الوحام ماء الكرم والحصرم والنعناع أو الكمون والكزبرة إذا نقعا في الخل ثلاثة أيام ثم جففا وحمصا وأكلا فعلا ذلك بالتجربة، ومما خص بقطع أكل الطين ونحوه أخذ الطباشير والصمغ وكذا الفول واللبن وأجمع الأطباء على عظام الدجاج المشوية إذا امتصت وكذا الفستق المملوح والجوز [ومنها الحرقة] وهى الاحساس باللذع والحدة وفساد الطعام (وسببها) التخليط وأكل ماله رطوبة سريعة التعفن كالفواكه وتحدث هذه بعد أكل الطعام زمن الامتلاء وقد تكون الحرقة لكثرة ما يدفعه الطحال من السوداء إلى المعدة وهذا النوع يكون وقت الجوع خاصة (العلاج) للأول بالقئ وأخذ ما يجفف البلة مثل الزنجبيل والأغذية الجافة والأملج المربى فإذا أحس بحرارة فنحو البزر قطونا والمر ويبلعه بماء الورد والسكر شربا وكذا الرجلة وإن كان هناك جشاء فبعض ما تقدم فيه، وعلاج الثاني فصد أسيلم اليسار والسكنجبين البزوري أو العنصلى [ومنها الدبيلة] وهى اجتماع ورم في المعدة يلزمه سقوط شهوة وحمى وتأذى بنزول الأطعمة والماء فإذا انفجرت لزمها قشعريرة وحمى (وعلاماتها) التأذى بنحو الحوامض والحريف وفى الكل لابد من ظهور المادة في القئ والاسهال وجفاف اللسان (العلاج) تنظف بما في قذف الدم ثم يعطى العليل تارة دهن البنفسج ممزوجا بالصمغ وتارة رماد القرطاس والبردى، فإن كانت القوى قوية والقروح كثيرة المادة جاز يسير الزرنيخ مع ما ذكر والكبريت وهو أسلم، ومن الغذاء الجيد أن يدق الخرنوب الشامي ويغلى في اللبن ويستعمل [ومنها سوء الهضم والتخمة] وهو خروج الطعام غير منهضم على المجرى الطبيعي فإن كان أصل الطعام رديئا فمنه لرداءته وقد يكون عن المعدة نفسها فإن كان ما يخرج من جشاء وبراز منتنا كثير الدخانية والحدة فالفساد من فرط الحرارة وإلا فمن الرد وقد يكون المزاج صحيحا ونفس جرم المعدة ضعيفا وعلامة هذا أن لا يتأذى بيسير الطعام (العلاج) ما كان عن سوء مزاج فقد مر وعلاج غيره بالتقوية بنحو الإطريفيلات ودواء المسك وجوارش السفرجل [ومنها الهيضة] وهى فساد المعدة بعنف فتتحرك لدفع ما في أعلاها بالقئ وأسفلها بالاسهال معا أو مختلفة وهذه إن سكنت ليومها فجيدة وكذا إن كان الخارج طعاما غير متواتر ولا متلون والبدن
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197