تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٢٨
بل بذاتها وهو الأوجه وإلا لما ألف المنافى كالاستحمام بالبارد ثم بالسخن منه. وبنقسم سوء المزاج إلى خاص بعضو وإلى عام فالأول الحار كالصداع والثاني الدق وكذا البارد كبرد الأصابع والجمود المطلق والرطب كترهل الوجه ومطلق البدن واليابس كتشنج عضو والذبول وكذا المادي لأنه عبارة عن كون المرض عن خلط قام من أحد الأربعة وهذا مبنى على ما تقدم وما سيأتي في التشريح من كون الأمزجة تسعة (وأسبابها) إما من داخل كالعفونة للحمى واستفراغ ضده أو من خارج كحركة بدن أو نفس أو مجاورة حار كالشمس أو أخذ نحو فلفل وكذا الحكم في باقي الكيفيات ومما يوجب التذبير الشبع المفرط لغمره الحرارة والجوع لقوة التحليل ومثله الحركة العنيفة والسكون المفرط وقد تصدر الأضداد عن واحد كالتكليف لكن باعتبارين مثلا فاقصر وإن اتحد الأصل فلا يرد جواز صدور التكسر عن واحد فاعرفه. وأما المادي فتزيد أسبابه على ما ذكر قوة الدافع وضعف القابل وسعة المجرى فيكثر الصب والعكس وتسفل عضو فيسهل الانصباب وضعف الهاضمة وقطع عضو فتتوفر مواده وترك عادة استفراغ. والثاني: ويسمى المركب وأجناسه أربعة: الأول مرض الخلقة ويكون ذاتيا في الشكل كتغير العضو عن شكله الطبيعي كتسفط الدماغ أوفى التجويف كأن يتسع المجرى أو يضيق أو يفسد أصلا أو يخلو كذلك أوفى المجارى كذلك والفرق بين التجويف والمجرى أن الأول لابد أن يكون حاويا لشئ كمخ العظم مثلا بخلاف المجرى أو في السطح كخشونة ما شأنه الملاسة كالمرئ والعكس كالمعدة (وسبب الأول) إما قبل الولادة لضعف القوة المصورة وفساد المادة في الكم أو الكيف كاستقصاء السابق على التمدد وزيادة الكم فيكبر الصغير أو وقت الولادة كخروجه غير طبيعي ليبس مثلا وقد عرفت ذلك أو بعدها مثل اختلال في القمط ومشى قبل اشتداد العضو أو ضربة أو لفساد العصابة أو لخطأ في الجبر من قبل الطبيب أو المريض كأن يحركه قبل اشتداده وسبب الثاني والثالث انضغاط بضيق أو شد وقوة الماسكة وضعف الدافعة أو غلبة البرد واليبس أو أخذ قابض أو مفتح أو وقوع شئ غريب أو اندمال قرح أو أخذ مجبن كالحامض أو مملس كالصموغ والألعبة وهذا سبب الرابع أيضا وما أوجب الضيق أوجب عكسه العكس فافهمه وقد تكون أمراض السطح من سبب داخل كانصباب حريف بخشن والعكس.
والثاني: مرض الغدد فتكون إما بالزيادة الطبيعية كأصبع زائدة على النظم الأصلي أو غير طبيعي كأصبع في ظهر الكف (وسببه) توفر المادة وقوة المصورة فإن كانت طبيعية كانت الزيادة كذلك وإلا فلا أو بالنقص كذلك وسببه عكس الأول. والثالث مرض المقدار وهو إما عظم طبيعي كالسمن المناسب ونتوء الأعضاء وهذا إن كان جبليا فسببه كزيادة الغدد وإلا فتوفر الأغذية أو غير طبيعي وسببه قبلب الولادة كالزيادة الغددية غير الطبيعية أو نقص كصغر العين أو عدمها مثلا وأسباب هذا أولا كأسباب النقص في الغدد وقد يكون النقص في الجنين من خارج كقطع وحرق.
الرابع مرض الموضع ويكون إما فسادا في العضو كاعوجاج عضو مثلا أو في اثنين مشتركين وحينئذ إما أن يمنع أحدهما عن الحركة إلى الجار أو عنه والسبب تحجر المادة في المفصل أو كونها أكالة فرقت الاتصال أو التحام فرج سبق الخطأ في علاجه وقد تكون هذه أيضا جبلية فتكون أسبابها اليبس أو كان قد سكن المتحرك أو الرطوبة كخروج الفخذ من محله لشلالة الأربطة وقد يكون ذلك عن سبب خارج كخطأ في جبر أو حركة عنيفة [مزاج] لا شك أن المزاج في معرض التغير وإن التزم قوانين الصحة عسر جدا فلم يبق إلا النظر في تدارك ما به الخروج عن الصحة فإن كان قد أوجب مرضا فتقدم الكلام عليه في الأمراض أو عرضا يسيرا، فإما أن يريد صاحبه
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197