وأما محمد فقال له: بادر هذا الأمر، فكن فيه رأسا قبل أن تكون ذنبا!
فأنشأ عمرو يقول:
تطاول ليلي للهموم الطوارق * وخوف التي تجلو وجوه العواتق (1) فإن ابن هند سائلي أن أزوره * وتلك التي فيها بنات البوائق (2) فلما سمع عبد الله شعره، قال: بال الشيخ على عقبيه، وباع دينه بدنياه.
فلما أصبح دعا وردان مولاه، فقال له: ارحل يا وردان، ثم قال: حط يا وردان، فحط ورحل ثلاث مرات، فقال وردان: لقد خلطت - أبا عبد الله - فإن شئت أخبرتك بما في نفسك.
قال: هات.
قال: اعترضت الدنيا والآخرة على قلبك، فقلت: علي معه آخرة بلا دنيا، ومعاوية معه دنيا بلا آخرة، فلست تدري أيهما تختار.
قال: لله درك، فما أخطأت مما في نفسي شيئا، ثم قال: ارحل يا وردان وأنشأ يقول: