وسلم. وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب (1)، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدخل عمر ورسول الله يضحك!! فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله. قال النبي: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب. فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله.. فقال رسول الله: إيها يا ابن الخطاب. والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك (2). وروى الترمذي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا. فسمعنا لغطا وصوت صبيان. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا حبشية تزف والصبيان حولها. فقال النبي: يا عائشة تعالي فانظري. فجئت فوضعت لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعلت أنظر إلى ما بين المنكب إلى رأسه فقال لي: أما شبعت. فقلت، لا. لأنظر منزلتي عنده. إذ طلع عمر بن الخطاب. فأرقص الناس عنها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر.. الحديث (3). وروى البخاري عن عائشة قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم. وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على الفراش وحول وجهه. فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعهما... الحديث (4).
وهكذا رأينا رواية يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: والذي