والخلاصة: أن الهدف كان من أجل نشر ثقافة لا تقود إلى حقيقة، ولا تدين الذين ركبوا رقبة الأمة.. بمعنى أن القامات متساوية. ولم يكن الهدف من وراء هذه الثقافة نشرها على العامة في الطرقات، وإنما دقها أمام الباحثين ليفوز المرجئة والجبرية وجميع المذاهب التي تنادي بالمقامات المتساوية. ولقد رأينا على أرضية هذه الأحاديث أن هناك من يتقدم خطوة فيصلي بينما الرسول ينام.
ويتذكر كم صلى بينما الرسول ينسى ويخاف منه النسوة بينما الرسول يضحك ويتعجب ويفر منه الشيطان بينما زماره في بيت الرسول. ورأينا قبل البعثة كيف كان أصحاب الورع لا يأكلون إلا ما ذكر عليه اسم الله، وكيف أن المعصوم استفاد منهم الكثير. وأنه سمع من قسا كلام له حلاوة وطلاوة. ورأينا كيف نسبوا إليه أنه سحر فكان يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما يفعله.
فإذا أضيف إلى هذا كله أنه كان ينسى آيات القرآن وأنه لم يأمر بجمعه ولا بجمع السنة وأنه لم يعين نائبا له ليسوق الناس إلى صراط العزيز الحميد، فلنا أن نتوجه بسؤال إلى بني أمية ومن شايعهم ومن شربوا من إنائهم فنقول: ماذا أبقيتم من النبوة؟ بعد أن اتخذتم مال الله دولا ودين الله دخلا وعباد الله خولا.
ومن دائرة النبي صلى الله عليه وسلم هبطوا إلى دائرة القرآن الكريم.
روى البخاري عن عمر بن الخطاب قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق. وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم. فقرأناها وعقلناها ووعيناها. رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله. فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله. والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء.. ثم إنا كنا نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم... الحديث (1). وأخرج مسلم عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم