معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٤٠٤
وكل دائرة هي حجة بذاتها على الإنسان.
وعندما أبعد أهل العلم الذين رفعهم الله درجات وجعلهم قرين الكتاب ولا ينفصلا حتى يردا على الحوض. والله يزكي من يشاء. عندما أبعدوا وانتهى المطاف بعدم رواية الحديث. وظهور الذين وضعهم الرسول في دائرة التحذير، بعد أن خمد التحذير منهم في عالم اللارواية، بدأ هؤلاء يضعون الحديث على رسول الله. ومن هذه التربة خرجت القدرية والجبرية والمرجئة وغيرهم، فكل مذهب كان له وقوده من الحديث والتأويل. ويشرف على أكثرهم علماء أهل الكتاب الذين لا يتركون فتنة إلا سارعوا إليها. ومن تربة الأحاديث الموضوعة جاء اختلاف الرواية والفتيا والسيرة والأخلاق وطريق الهداية والإرشاد وكل شئ، ونحن نرى أن الكثير من الحديث وضع الخدمة أصحاب المقاعد الأولى وتحقيق أهدافهم. وأن الكثير من الحديث الصحيح تم تأويله لخدمة نفس الأهداف، التي منها اتخاذ مال الله دولا ودين الله دخلا وعباد الله خولا، وأول خطوة لتحقيق هذه الأهداف كانت فتح باب المواجهة مع أهل البيت ولا اختلاف ولا خلاف بين أهل العلم على أن عليا كان مصيبا في قتاله لأهل البغي وأن أهل البغي عندما ركبوا على رقبة الأمة قاموا بسب الإمام على منابرهم وقتلوا أتباعه، ثم فتحوا الأبواب أمام أغيلمة قريش الذين أقاموا لجعل الإمام على المجازر.
لقد كان أهل البيت حلقة وجهوا إليها الضربات ليكون الطريق أمام الحلقة الثانية مفتوحا فتوجه إليها الضربات بما يستقيم معها، وبما يتقبله العامة في هدوء. وذلك بطرح مجموعة من الأحاديث يكون الهدف منها التقليل من شأن النبوة ومن تحت عباءة ثقافة التقليل يحققون هدف التماس الأعذار. بمعنى إذا كان هذا هو شأن النبي فلا عصمة لأحد. ومن هذا الباب تلتقي هذه الأعذار مع العقائد التي تشرف عليها الدولة. بمعنى يكفي أن يكون قلبك عامرا بالإيمان وأنت على طريق ضاعت فيه الصلاة.
روي البخاري عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة. وعدلت الصفوف قياما. فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب. فقال لنا: مكانكم. ثم رجع فاغتسل. ثم خرج إلينا ورأسه يقطر.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459