وكل دائرة هي حجة بذاتها على الإنسان.
وعندما أبعد أهل العلم الذين رفعهم الله درجات وجعلهم قرين الكتاب ولا ينفصلا حتى يردا على الحوض. والله يزكي من يشاء. عندما أبعدوا وانتهى المطاف بعدم رواية الحديث. وظهور الذين وضعهم الرسول في دائرة التحذير، بعد أن خمد التحذير منهم في عالم اللارواية، بدأ هؤلاء يضعون الحديث على رسول الله. ومن هذه التربة خرجت القدرية والجبرية والمرجئة وغيرهم، فكل مذهب كان له وقوده من الحديث والتأويل. ويشرف على أكثرهم علماء أهل الكتاب الذين لا يتركون فتنة إلا سارعوا إليها. ومن تربة الأحاديث الموضوعة جاء اختلاف الرواية والفتيا والسيرة والأخلاق وطريق الهداية والإرشاد وكل شئ، ونحن نرى أن الكثير من الحديث وضع الخدمة أصحاب المقاعد الأولى وتحقيق أهدافهم. وأن الكثير من الحديث الصحيح تم تأويله لخدمة نفس الأهداف، التي منها اتخاذ مال الله دولا ودين الله دخلا وعباد الله خولا، وأول خطوة لتحقيق هذه الأهداف كانت فتح باب المواجهة مع أهل البيت ولا اختلاف ولا خلاف بين أهل العلم على أن عليا كان مصيبا في قتاله لأهل البغي وأن أهل البغي عندما ركبوا على رقبة الأمة قاموا بسب الإمام على منابرهم وقتلوا أتباعه، ثم فتحوا الأبواب أمام أغيلمة قريش الذين أقاموا لجعل الإمام على المجازر.
لقد كان أهل البيت حلقة وجهوا إليها الضربات ليكون الطريق أمام الحلقة الثانية مفتوحا فتوجه إليها الضربات بما يستقيم معها، وبما يتقبله العامة في هدوء. وذلك بطرح مجموعة من الأحاديث يكون الهدف منها التقليل من شأن النبوة ومن تحت عباءة ثقافة التقليل يحققون هدف التماس الأعذار. بمعنى إذا كان هذا هو شأن النبي فلا عصمة لأحد. ومن هذا الباب تلتقي هذه الأعذار مع العقائد التي تشرف عليها الدولة. بمعنى يكفي أن يكون قلبك عامرا بالإيمان وأنت على طريق ضاعت فيه الصلاة.
روي البخاري عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة. وعدلت الصفوف قياما. فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب. فقال لنا: مكانكم. ثم رجع فاغتسل. ثم خرج إلينا ورأسه يقطر.