نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك. ورأينا في رواية أن النبي نسي كم صلى، وعند البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى. فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس (1)، وروى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم من أحد إلا ومعه شيطان. قالوا:
وأنت يا رسول الله. قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم (2) - وفي رواية بزيادة: فلا يأمرني إلا بخير (3). ويا للعجب عمر يفر الشيطان منه. بينما يأمر النبي بخير. كيف والله تعالى هو الآمر ولا آمر سواه. قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) (4). كيف وليس للشيطان على الرسول سبيلا. قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى). ومنذ متى والشيطان يأمر بالخير والله تعالى يقول: (فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) (5). وقال: (إن الشيطان كان للرحمن عصيا) (6). وقال: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) (7). وقال: (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) (8). أما خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول له الباري تبارك وتعالى: (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم) (9). ويقول له: (فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (10).