المهدي المنتظر؟ وكيف نخلص هذا الكم من الآمال من بين مخالب واقع عالمي يبعث على اليأس والقنوط؟ كل هذا يحتاج إلى قدرة هائلة على الاستقراء والاستنباط والمقارنة وتحليل الثوابت من النصوص تحليلا يبقيك دائما ضمن دائرتها.
واجتزت حواجز التهيب والخوف، وصممت على الكتابة، وجمعت مجموعة كبيرة من المراجع أهمها وأعظمها على الإطلاق (معجم أحاديث الإمام المهدي) الذي ألفته الهيئة العلمية في مؤسسة المعارف الإسلامية تحت إشراف سماحة الأخ والصديق الشيخ علي الكوراني، وهو يقع على خمسة مجلدات اشتملت على كافة الأحاديث النبوية وأحاديث أئمة أهل بيت النبوة، وشرعت بالكتابة، ولم أجد بحمد الله ومنته عسرا، ولا حرجا، لأن مولانا الإمام المهدي يسر وفرج.
وبعد أن أتممت الكتاب أيقنت أن قوانيننا، ومناهجنا وأساليبنا بالتغيير، تعكس حجم قدراتنا وقوانا المحدودة، وأن لله نواميس وأساليب بالتغيير تعكس حجم قدرته التي استطال بها على كل شئ، لا إله إلا هو شديد المحال، الكبير المتعال.
وقد اشتمل فهرس الموضوعات على الأبواب والفصول ويمكنني القول وبغير ادعاء أن الكتاب مختلف تماما عن الكتب التي سبقته والتي عالجت نفس الموضوع، لقد قدمت نظرية الإمام المهدي المنتظر، بروح العصر ولغته بعد أن أصلتها وجذرتها دينيا وتاريخيا.
اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
المحامي أحمد حسين يعقوب.