وعندما ذكر رسول الله الغلمة من قريش، والحي من قريش طالب الناس باعتزالهم قائلا: (لو أن الناس اعتزلوهم). (راجع صحيح البخاري ج 2 ص 280 وصحيح مسلم ج 18 ص 41 والفتح الرباني ج 23 ص 39 ومعالم الفتن ج 1 ص 303). ثم وقف النبي طويلا عند بني أمية، وحذر الأمة منهم، فبين أن أكثر بطون قريش بغضا لمحمد ولآل محمد هم بنو أمية، وبنو مخزوم... (راجع المستدرك على الصحيحين للحاكم وحلية الأولياء لأبي نعيم، وكنز العمال ج 11 ص 169 حديث 31074)، وتحدث عن الشجرة الملعونة وعن رؤى نزو الأمويين على منبره نزو القردة، وتيقن المسلمون من استياء النبي البالغ من تلك الرؤيا، (رواه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 171، وأقره الذهبي وقال ابن كثير في البداية والنهاية ج 6 ص 243، ورواه الترمذي وابن جرير والحاكم والبيهقي) وتحدث النبي عن أصحاب الخطر من بني أمية، وركز عليهم واحدا واحدا، وحذر الأمة منهم. ثم وقف النبي وقفة طويلة وخاصة عند الحكم بن العاص والد وجد الخلفاء الأمويين، فقال أمام أصحابه: (ويل لأمتي مما في صلب هذا) (رواه ابن عساكر راجع الكنز ج 11 ص 167)، وقال أيضا: (ويل لأمتي من هذا وولد هذا)، (الكنز ج 11 ص 167 والإصابة لابن حجر ج 2 ص 29)، وقال النبي لأصحابه عن الحكم: (إن هذا سيخالف كتاب الله وسنة نبيه، وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء، وبعضكم يومئذ شيعته، (رواه الدارقطني الكنز ج 11 ص 166 وابن عساكر ج 11 ص 360 والطبراني ج 11 ص 667).
وبعد أن كشف الرسول حقيقة هذا الخطر لعنه رسول الله، ولعن ولده. (قال عبد الرحمن بن أبي بكر لمروان بن الحكم: (إن رسول الله لعن أباك) (رواه البزار ومجمع الزوائد ج 5 ص 21)، وقال الحسن بن علي لمروان: لقد لعنك الله على لسان رسوله، وأنت في صلب أبيك (رواه أبو يعلى مجمع الزوائد ج 5 ص 240، وابن سعد وابن عساكر ج 11 ص 357 وابن كثير في البداية ج 8 ص 280).
وحتى يكون الأمر معلوما للجميع، والخطر واضحا أمام الجميع أمر رسول الله.