عثمان هو الخليفة، فقد أراد أن يكون هو الخليفة الرابع، لذلك اخترع فكرة أن يلتزم المرشح بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة أبي بكر وعمر، وهو يعرف أن عليا لن يلتزم بذلك لأن عليا يعتقد أن الالتزام بالقرآن وسنة الرسول يكفي، ولأن عليا مؤمن بأنه أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر، وأنه أعلى منهما، وكان الواجب أن يتبعاه وليس العكس، وبالتالي فإن عليا لن يقبل هذا الشرط الذي اخترعه عبد الرحمن، وسيصب رفض علي في خانة عثمان وفي خانة تمثيلية الشورى فيرضي عثمان، ويرضى أولياء الخليفتين أنظر إلى قول الإمام علي لعبد الرحمن عندما بايع عبد الرحمن عثمان " حبوته حبو دهر ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك، والله كل يوم في شأن " (1) ثم إن عبد الرحمن بن عوف من المؤيدين البارزين لسياسة أبي بكر وعمر، ومن المعارضين الأشداء لأهل بيت النبوة عامة وللإمام علي خاصة ففي اليوم الثاني لوفاة رسول الله شرع مع عمر بحرق بيت فاطمة بنت رسول الله وكان له دور بارز في تثبيت خلافة أبي بكر وعمر!!
فلو كان عثمان ميتا لوقع اختيار عمر وأبي بكر على عبد الرحمن، لأنه من الملتزمين بالكامل بسياسة الخليفتين، ومن المؤيدين لها. وعبد الرحمن أراد أن يؤكد هذه الحقيقة، وأن يصطنع له يدا عندما أبرز ولأول مرة " سيرة أبي بكر وعمر " وقرنهما جنبا إلى جنب مع كتاب الله وسنة رسوله!! ومن ذلك التاريخ " تروضت " أسماع المسلمين على سماع هذا المصطلح، ولم يروا غضاضة ولا جرحا إن أطلقوا على سيرة الخليفتين مصطلح " سنة أبي بكر وعمر " ولم يروا ما يمنع من ربط سنة الخليفتين مع كتاب الله وسنة رسوله!!