ثم ما هي مصلحة الرسول، وما هي مصلحة الإسلام في أن يقوم الرسول بإحراق سنته كما زعموا " ولماذا يمنع الرسول كتابة وتدوين سنته الطاهرة وهي دين الإسلام العملي في الوقت الذي يبيح فيه تدوين كل شئ!!! فاليهود والنصارى كانوا من رعايا دولة الرسول، فهل منعهم الرسول من كتابة التوراة والإنجيل وأقوال أنبيائهم، أو تفسيراتهم لهذين الكتابين وهل منعهم من رواية ذلك أو من رواية أخبار الأمم السابقة!! وهل منعهم من رواية ما يعتقدون!! وهل منع الرسول رعايا دولته من أن يكتبوا الشعر أو القصص أو أخبار الأولين أو العلوم أو الآداب أو التاريخ!! لقد كانت الكتابة من الأمور المألوفة في كل مجتمع ومن أبرز المظاهر الحضارية التي تسالمت على ضرورتها ومنفعتها كل المجتمعات البشرية فلا علم لي أن دولة من الدول أو زعيما من زعماء الجنس البشري عبر التاريخ قد حرم الكتابة أو نهى عنها أو اعتبرها جريمة من الجرائم!! فلماذا يختار الرسول سنته من دون معارف الأرض وعلومها فيحرم كتابتها وروايتها!! لقد تقولوا على رسول الله بأكبر من ذلك، فادعوا بأن رسول الله لم يجمع القرآن، وأنه قد انتقل إلى جوار ربه والقرآن لم يجمع بعد! ولولا الخلفاء الثلاثة الذين شمروا عن سواعدهم فكتبوا القرآن وجمعوه لضاع القرآن!! فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يفترون!!.
ثم إن القرآن الكريم والسنة المطهرة بفروعها الثلاثة هما المنظومة الحقوقية النافذة أو القانون الساري المفعول في المجتمع الإسلامي، فهل سمعتم برئيس دولة أباح للناس أن يكتبوا ويتداولوا نصف القانون النافذ، وحرم عليهم أن يكتبوا أو يتداولوا النصف الآخر!!!
ثم إذا كان الرسول قد أمر خلفاءكم بأن لا يكتبوا سنة الرسول وأن يمنعوا روايتها، وأن عدم كتابة سنة الرسول وعدم روايتها طاعة لله ولرسوله، فلماذا خرجتم من طاعة الله ورسوله وقمتم بعد مائة عام بكتابة