أحق بالخلافة منه وفي الوقت الذي حرمهم فيه من تركة الرسول ومن سهم ذوي القربى، وصادر المنح التي أعطاها لهم الرسول، وهم بإحراق بيت فاطمة على من فيه وهدد الإمام بالقتل إن لم يبايع، أو أمر بأن يؤتى به بأعنف العنف (1) فليس من المستبعد أن بعض الأحاديث التي كتبها الخليفة تتضمن بعض مراتب الإمام علي، أو مكانة أهل بيت النبوة، فلما استعرض الوقائع أو أحداث يومه أو أسبوعه، وتذكر أحاديث النبي، جفاه النوم وانتابه القلق، فصارت هذه الأحاديث كشبح يلاحقه ويحول بينه وبين النوم، لأن نفسية الرجل رقيقة ويندم علي الخطأ بدليل ندمه وعلى فراش الموت حيث قال: " أما إني لا آسى على شئ في الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن... فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب " (2) ووضع اليعقوبي الصورة بقوله: إن أبا بكر قال: " وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو أغلق على حرب " (3) فمن المحتمل جدا أن يكون في الأحاديث التي كانت مكتوبة عند أبي بكر توصية بإرضاء السيدة فاطمة بالذات بدليل أنه بعد عملية الشروع بحرق بيتها، ذهب أبو بكر وعمر إلى منزلها ليعتذرا، فسألتهما: " نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي وغضبها من غضبي...
فأجابها الاثنان بصوت واحد اللهم نعم قد سمعناه!! " (3) فما الذي يمنع بأن يكون هذا الحديث هو أحد الخمسمأة!!! فعندما يتذكر أبو بكر هذا الحديث وأمثاله من المكتوبة عنده، ويتذكر ما فعله بأهل بيت النبوة، فإن هذا يجلب القلق، ويذهب النوم خاصة عن شخصية رقيقة كشخصية الخليفة الأول!!! ثم إن الشخص العادي إذا اقتنع بأنه قد ظلم في يومه إنسانا، فإنه