الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٠٤
كذابون، يأتون بآيات عظيمة وأعاجيب حتى إنهم يضلون المختارين أنفسهم لو أمكن الأمر. 25 فها إني قد أنبأتكم.
[مجئ ابن الإنسان] 26 " فإن قيل لكم: " ها هو ذا في البرية "، فلا تخرجوا إليها، أو ها هو ذا في المخابئ، فلا تصدقوا. 27 وكما أن البرق يخرج من المشرق ويلمع حتى المغرب، فكذلك يكون مجئ ابن الإنسان. 28 وحيث تكون الجيفة تتجمع النسور (19).
29 وعلى أثر الشدة في تلك الأيام، تظلم الشمس، والقمر لا يرسل ضوءه، وتتساقط النجوم من السماء، وتتزعزع قوات السماوات (20). 30 وتظهر عندئذ في السماء آية ابن الإنسان (21). فتنتحب جميع قبائل الأرض، وترى ابن الإنسان آتيا على غمام السماء في تمام العزة والجلال (22). 31 ويرسل ملائكته ومعهم البوق الكبير، فيجمعون الذين اختارهم من جهات الرياح الأربع، من أطراف السماوات إلى أطرافها الأخرى (23).
[علامة مجئ ابن الإنسان] 32 " من التينة خذوا العبرة: فإذا لانت أغصانها ونبتت أوراقها، علمتم أن الصيف قريب. 33 وكذلك أنتم، إذا رأيتم هذه الأمور كلها، فاعلموا أن ابن الإنسان (24) قريب على الأبواب (25). 34 الحق أقول لكم: لن يزول هذا الجيل حتى تحدث هذه الأمور كلها (26).
35 السماء والأرض تزولان، وكلامي لن يزول.
36 فأما ذلك اليوم وتلك الساعة، فما من أحد يعلمهما، لا ملائكة السماوات ولا الابن إلا الآب وحده (27).
[السهر الدائم] 37 " وكما كان الأمر في أيام نوح، فكذلك

(19) عن هذا المثل، راجع لو 17 / 37 +. تعبر الآيتان 27 و 28 عن الفكرة نفسها، وهي أن مجئ ابن الإنسان، حين يأتي، لا يترك مجالا لأي شك. فليس هناك ما يدعو إلى القلق والاهتمام بتوقيت اليوم وتحديد ظروف ذلك المجئ.
(20) راجع اش 13 / 10 و 34 / 4. تدل " قوات السماء " على الكواكب والقوى السماوية.
(21) من الراجح أن هذه الآية هي " ابن الإنسان " نفسه.
(22) العبارة مأخوذة من دا 7 / 13 - 14، وتتكرر في متى 26 / 64. هكذا يصور العهد القديم أحيانا كثيرة " مجئ " الله أو تجلياته (خر 19 / 16 و 34 / 5 وحز 1 / 4 و 10 / 3 - 4 الخ).
(23) استنادا إلى توفيق بارع بين بعض نصوص العهد القديم (تث 30 / 4 وزك 2 / 10 وراجع نح 1 / 9 وحز 37 / 9)، علما بأن هذا التوفيق ورد في مر 13 / 27، سيتم " جمع المختارين " على الأرض كلها. وهذه الصبغة الشمولية تختلف كل الاختلاف عن الطابع الفردي الذي كان يسود بعض تيارات الدين اليهودي في أيام يسوع، الأسينيين مثلا.
(24) الترجمة اللفظية: " أنه "، أي ابن الإنسان، أو آية ابن الإنسان (راجع الآية 30 +)، أو قيام ملكوت الله على وجه نهائي.
(25) أي " على أبواب المدينة "، على مثال ملك يدخل مدينته ليعيد فيها سلطته الشرعية التي أنكرت مدة من الزمن.
(26) عن هذه الآية، راجع مر 13 / 30 +.
(27) عن هذه الكلمات الأخيرة، راجع مر 13 / 32 +.
زاد متى على عبارة مرقس فأضاف كلمة " وحده ".
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة