الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١١٥
20 ولكن عظماء الكهنة والشيوخ أقنعوا الجموع بأن يطلبوا برأبا ويهلكوا يسوع. 21 فقال لهم الحاكم: " أيهما تريدون أن أطلق لكم؟ " فقالوا: " برأبا ". 22 قال لهم بيلاطس: " فماذا أفعل بيسوع الذي يقال له المسيح؟ " قالوا جميعا: " ليصلب! " 23 قال لهم: " فأي شر فعل؟ ". فبالغوا في الصياح: " ليصلب! " (10).
24 فلما رأى بيلاطس أنه لم يستفد شيئا، بل ازداد الاضطراب، أخذ ماء وغسل يديه بمرأى من الجمع وقال: " أنا برئ من هذا الدم (11)، أنتم وشأنكم فيه ". 25 فأجاب الشعب بأجمعه: " دمه علينا وعلى أولادنا! " (12) 26 فأطلق لهم برأبا، أما يسوع فجلده (13)، ثم أسلمه ليصلب.
[إكليل من شوك على رأس يسوع] 27 فمضى جنود الحاكم بيسوع إلى دار الحاكم (14) وجمعوا عليه الكتيبة كلها (15)، 28 فجردوه من ثيابه وجعلوا عليه رداء قرمزيا، 29 وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه، وجعلوا في يمينه قصبة، ثم جثوا أمامه وسخروا منه (16) فقالوا: " السلام عليك يا ملك اليهود " 30. وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وجعلوا يضربونه بها على رأسه. 31 وبعد ما سخروا منه نزعوا عنه الرداء، وألبسوه ثيابه وساقوه ليصلب.
[الصليب] 32 وبينما هم خارجون، صادفوا رجلا قيرينيا (17) اسمه سمعان، فسخروه أن يحمل صليب يسوع. 33 ولما وصلوا إلى المكان الذي يقال له جلجثة، أي مكان الجمجمة (18)، 34 ناولوه خمرا ممزوجة بمرارة ليشربها (19).
فذاقها وأبى أن يشربها. 35 فصلبوه ثم اقتسموا

(10) من الراجح أن " عذاب الصليب " نشأ في الشرق، لم تعرفه الشريعة اليهودية. وكان الرومانيون يستعملونه عادة.
(11) ما عمله وقاله بيلاطس كان له معنى واضح للمتضلعين من الكتب المقدسة (راجع تث 21 / 6 - 8 ومز 26 / 6 و 73 / 13)، فإن بيلاطس أراد أن يحمل اليهود كامل المسؤولية عما سيجري.
(12) لهتاف اليهود هذا جذور في العهد القديم أيضا (2 صم 1 / 13 - 16 و 3 / 29 وار 51 / 55 وراجع أيضا لو 23 / 28). اليهود أمام خيار ديني يتجاوز اتخاذ موقف سياسي: فعليهم، إما أن يعترفوا بأن يسوع هو المشيح الموعود به، وإما أن يطلبوا موته لأنه مجدف.
(13) " جلد ". كانت المجلدة الرومانية مزودة بقطع من العظم والرصاص. كانوا يجلدون المحكوم عليه لإضعافه وتقصير مدة آلامه قبل الصلب. وكان هذا العذاب من أصل روماني، لكن اليهود تبنوه، على ما يبدو، في أيام يسوع (راجع 10 / 17 و 23 / 34 حيث اللفظ اليوناني يختلف.
راجع رسل 5 / 40 و 22 / 19).
(14) " دار الحاكم ". راجع مر 15 / 16 +.
(15) " الكتيبة ". راجع مر 15 / 16 +.
(16) راجع 27 / 31. كثيرا ما يرد موضوع السخرية في العهد القديم: فالبار والفقير هما موضع استهزاء الناس (مز 22 / 8 و 44 / 14 و 52 / 8).
(17) " قيرين " مستعمرة يونانية كانت تقع على شاطئ شمال إفريقيا. أقام فيها عدد كبير من اليهود (راجع رسل 2 / 10 و 11 / 20).
(18) الراجح أنه ليس تلميحا إلى جمجة آدم (هذا رأي أوريجينس)، ولا إلى جماجم المجرمين الذين أعدموا، بل إلى شكل الصخرة وهي أشبه بجمجمة.
(19) " إذا أوشك إنسان أن يعدم، جاز له أن يتناول حبة بخور في كأس خمر، ليفقد وعيه.. وكانت كرائم النساء في أورشليم تقوم بهذه المهمة " (مقالة يهودية في مجلس اليهود، 43). وقد ذكر متى " المرارة " التي تجعل الشراب غير صالح للشرب (راجع مز 69 / 22).
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة