الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٥
كفيل عهد أفضل (14).
23 أولئك الكهنة كان يصير منهم عدد كثير لأن الموت يحول دون بقائهم، 24 وأما هذا فلأنه لا يزول، له كهنوت فريد (15). 25 فهو لذلك قادر على أن يخلص الذين يتقربون به إلى الله خلاصا تاما لأنه حي دائما أبدا ليشفع لهم (16).
[كمال عظيم الكهنة السماوي] 26 فهذا هو عظيم الكهنة الذي يلائمنا، قدوس برئ نقي ومنفصل عن الخاطئين، جعل أعلى من السماوات، 27 لا حاجة به إلى أن يقرب كعظماء الكهنة كل يوم ذبائح لخطاياه أولا، ثم لخطايا الشعب، لأنه فعل ذلك مرة واحدة، حين قرب نفسه. 28 إن الشريعة تقيم أناسا ضعفاء عظماء كهنة (17)، أما كلام اليمين (18) الآتي بعد الشريعة فيقيم ابنا جعل كاملا للأبد.
[الكهنوت الجديد والقدس الجديد] [8] 1 ورأس الكلام في هذا الحديث أن لنا عظيم كهنة هذا هو شأنه: جلس عن يمين عرش الجلال في السماوات، 2 خادما للقدس، والخيمة الحقيقية التي نصبها الرب لا الإنسان (1). 3 فإن كل عظيم كهنة يقام ليقرب القرابين والذبائح، ولذلك فلا بد له أيضا أن يكون لديه شئ يقربه. 4 فلو كان يسوع (2) في الأرض لما جعل كاهنا، لأن هناك من يقرب القرابين وفقا للشريعة (3). 5 غير أن عبادة هؤلاء عبادة صورة وظل للحقائق السماوية. وذلك ما أوحي إلى موسى حين هم بأن ينصب الخيمة، فقد قيل له: " أنظر واعمل كل شئ على

(14) إن أوضاع المسيح الممجد الشخصية تجعل منه " كفيلا " لعهد نهائي بين الله والبشر. ذلك بأنه نفسه إنسان، ومن جهة أخرى إقامة الله نفسه عظيم كهنة لدى الله على وجه لا رجوع عنه. فأصبح للناس شفيعا لدى الله.
(15) صفة لم ترد في سائر الكتاب المقدس، تعني " الذي لا يمشى إلى جانبه ".
(16) لم يعد المقصود هنا الابتهال المتواضع الذي يرفعه المسيح " في أيام حياته البشرية " (5 / 7). فالشفاعة هي مسعى شخص له كامل السلطة (راجع 3 / 2) يشفع لدى الحكم، لصالح أناس مكلف بهم. ليس هناك من هو أهل أكثر منه للشفاعة لدى الله، من المسيح الممجد، لأنه نصب للأبد على يمين الله (راجع روم 8 / 34 وعب 9 / 24 و 1 يو 2 / 1).
(17) تعود هذه الآية إلى عرض الاختلاف بين الكهنوتين، لإنهاء خاتمة أنشئت إنشاء محكما (7 / 26 - 28)، لكنها تشدد على ما في الكهنوت الثاني من طابع إيجابي، فتذكر بتأدية القسم وخلود الكهنوت والبلوغ به إلى الكمال (راجع 5 / 9).
(18) يراد به قسم الله الوارد في المزمور 110 وقد أتى بعد شريعة موسى. ينتبه الكاتب إلى ذكر مراحل الوحي المتوالية (راجع 4 / 7 و 9 / 8 و 11 / 40).
(1) نجد هنا مرة أخرى موضوعي المزمور 110 وهما التنصيب الملكي والكهنوت (راجع عب 1 / 3 و 5 / 6).
يستعد الكاتب لأن يبين بأية ذبيحة تم كهنوت المسيح.
ستحدد " الخيمة الحقيقية " في 9 / 11 و " القدس " في 9 / 24.
(2) في هذا القسم الأول من الشرح، ويغلب عليه الأسلوب السلبي، يتجنب الكاتب تسمية المسيح. فلا يبدأ في ذكر اسمه إلا في 9 / 11 وما يلي.
(3) لم يدخل المسيح وتقدمته في الكهنوت القديم ونظامه الأرضي. وسيكمل الكاتب فكرته في هذا الأمر في 9 / 24.
(٧٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 700 701 702 703 704 705 706 707 708 709 710 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة