الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٠
شئ مثلنا ما عدا الخطيئة (14). 16 فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونلقى حظوة ليأتينا الغوث في حينه.
[يسوع عظيم كهنة شفيق] [5] 1 فإن كل عظيم كهنة (1) يؤخذ من بين الناس ويقام من أجل الناس في صلتهم بالله، ليقرب قرابين وذبائح كفارة للخطايا. 2 وبوسعه أن يرفق (2) بالجهال الضالين (3) لأنه هو نفسه متسربل بالضعف، 3 فعليه من أجل ذلك الضعف أن يقرب كفارة لخطاياه كما يقرب كفارة لخطايا الشعب (4). 4 وما من أحد يتولى بنفسه هذا المقام، بل من دعاه الله كما دعا هارون (5). 5 وكذلك المسيح لم ينتحل المجد فيجعل نفسه عظيم كهنة، بل تلقى هذا المجد من الذي قال له: " أنت ابني وأنا اليوم ولدتك " (6). 6 وقال له في مكان آخر: " أنت كاهن للأبد على رتبة ملكيصادق " (7). 7 وهو الذي (8) في أيام حياته البشرية (9) رفع الدعاء والابتهال بصراخ شديد ودموع ذوارف إلى

(1) في العهد القديم، كان للكهنوت ثلاثة وجوه رئيسية: 1) الكاهن رجل بيت الله، يحل له الاقتراب من العلي (خر 28 / 43 و 29 / 30 وعد 18 / 1 - 7)، 2) يستشير الله ويطلع على شرائعه وأحكامه (تث 33 / 8 ت واح 10 / 11 وملا 2 / 7)، 3) يقرب الذبائح (اح 1 و 4 و 9 الخ). الوجهان الأولان، وهما يتضمنان المشاركة في مجد الله وسلطانه، نسبا إلى شخصية موسى (عب 3 / 1 - 6)، لكنهما يصيران حقيقة راهنة على أسمى وجه في المسيح المرتفع إلى السماء (4 / 14 و 8 / 1 - 2). يتوقف الكاتب الآن عند الوجه الثالث، وينسبه إلى شخصية هارون. وهو يشدد على ما في الكهنوت من جانب جد بشري، على صلة بخطايا البشر. وفي عبادة الذبائح تعبير عن تضامن عظيم الكهنة مع البشر أمام الله.
(2) تعني الكلمة اليونانية " شعر شعورا موزونا ". وفي نصوص أخرى، يدل هذا الفعل على ضبط المشاعر كالحزن والغضب.
(3) ورد في عد 15 / 22 - 31 إن الخطايا غير المتعمدة وحدها تمحى بتقريب الذبيحة. أما سائر الخطايا فإنها تؤدي عادة إلى إبادة المجرم. إلا أن هذا التمييز لا يرد بعد ذلك في اح 16 / 16 و 34. ومن جهة أخرى، فقد يؤخذ مفهوم الخطيئة المرتكبة عن جهل بمعنى واسع جدا (راجع لو 23 / 34 ورسل 3 / 17).
(4) ينبه على مشاركة عظيم الكهنة في البشرية بالضرورة التي تقضي عليه بأن يقدم ذبائح من أجل نفسه (اح 9 / 7 - 8 و 16 / 6 و 11).
(5) إن موقف الخضوع المتواضع لله هو من شروط الوصول إلى الكهنوت. فالذين زعموا الاستيلاء على الكهنوت للارتفاع فوق سائر الناس رذلهم الله (عد 16 - 17).
(6) مز 2 / 7: نص قد استشهد به في 1 / 5.
(7) مز 110 / 4. طبقت الآية الأولى من هذا المزمور على تنصيب المسيح في عب 1 / 3 +، و 1 / 13 +). وتشهد الآية 4 بأن الله أقام كاهنا ذلك الملك الذي نصب. " على رتبة.. " عبارة لا تستند هنا إلى وصية، لكنها تحدد نوعا من الكهنوت.
(8) تحتوي الآيات 7 - 10 خلاصة في المسيحانية توصف فيها الآلام بأنها تقدمة للتوسل مليئة بالإجلال لمشيئة الله (راجع جتسماني، متى 26 / 39 وما يوازيه). يقول الكاتب في آن واحد أن تلك الصلاة استجيبت وأن المسيح تألم وأطاع. فالاستجابة هي تحول يتم عبر الموت نفسه.
والطاعة تؤدي، كما ورد في نشيد فل 2 / 6 - 11، إلى تمجيد، لكن هذا التمجيد يعبر عنه هنا بألفاظ كهنوتية:
فالمسيح، بدل أن يسجد له ويلقب بالرب (فل 2 / 11).
يعترف به مخلصا ويعلن عظيم كهنة.
(9) الترجمة اللفظية: " في أيام جسمه ".
(٧٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 705 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة