الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٧
[المسيح يدخل القدس السماوي] [9] 1 فالعهد الأول أيضا كانت له أحكام العبادة والقدس الأرضي. 2 فقد نصبت خيمة (1) هي الخيمة الأولى، وكانت فيها المنارة والمائدة والخبز المقدس، ويقال لها القدس. 3 وكان وراء الحجاب الثاني الخيمة التي يقال لها قدس الأقداس (2)، 4 وفيها الموقد الذهبي للبخور (3) وتابوت العهد وكله مغشى بالذهب، وفيه وعاء ذهبي يحتوي المن وعصا هارون التي أورقت ولوحي العهد (4).
5 ومن فوقه كروبا المجد يظللان غطاء الكفارة. وليس هنا مقام تفصيل الكلام على جميع ذلك.
6 ذاك كله على هذا الترتيب، فالكهنة يدخلون الخيمة الأولى كل حين ويقومون بشعائر العبادة. 7 وأما الخيمة الأخرى فإن عظيم الكهنة وحده يدخلها مرة في السنة، ولا يدخلها بلا دم، الدم الذي يقربه عن مجاهله ومجاهل شعبه (5). 8 وبذلك يشير الروح القدس إلى أن طريق القدس لم يكشف عنه ما دامت الخيمة الأولى (6). 9 وهذا رمز إلى الوقت الحاضر، ففيه تقرب قرابين وذبائح ليس بوسعها أن تجعل من يقوم بالشعائر كاملا من جهة الضمير (7): 10 فهي تقتصر على المآكل والمشارب ومختلف الوضوء، إنها أحكام بشرية فرضت إلى وقت الإصلاح.
11 أما المسيح فقد جاء عظيم كهنة للخيرات المستقبلة (8)، ومن خلال خيمة أكبر وأفضل لم تصنعها الأيدي، أي إنها ليست من هذه الخليقة (9)، 12 دخل القدس مرة واحدة، لا بدم التيوس والعجول، بل بدمه، فحصل على فداء أبدي (10). 13 فإذا كان دم التيوس والثيران

(1) يستند الوصف إلى شريعة موسى (خر 25 - 26 و 36 - 37 والفصل 40). ولا يهتم بهيكل سليمان (1 مل 6 - 8).
(2) يشدد الكاتب على التمييز بين القسم الأول والقسم الثاني من مكان العبادة (راجع خر 26 / 33). وهذا التمييز يوافقه بعد ذلك التمييز بين " الخيمة " و " القدس ". فالخيمة هي الطريق إلى الدخول، والقدس هو الغاية المنشودة (راجع 9 / 11 - 12).
(3) أترى المقصود مذبح البخور؟ ورد في خر 30 / 6 و 40 / 26 إن هذا المذبح لم يكن في قدس الأقداس. لكن الترجمة السبعينية لا تستعمل الكلمة الواردة هنا للدلالة عليه.
فهل يكون المقصود نوعا من المبخرة؟ راجع خر 30 / 6 واح 16 / 12. المبخرة علامة من علامات الكهنوت (راجع اح 10 / 1 - 3 وعد 16 و 17 / 9 - 15).
(4) " الوعاء " و " المن ": راجع 16 / 32 - 34. " عصا هارون ": عد 17 / 16 - 25. " لوحا العهد ": خر 25 / 16 و 21 و 40 / 20 وتث 10 / 5 و 1 مل 8 / 9.
(5) هي رتبة التكفير العظيم في كل سنة: اح 16.
(6) لم تمكن " الخيمة الأولى " من الدخول إلى القدس الحقيقي، بل مكنت من الدخول إلى خيمة ثانية من صنع يد الإنسان (راجع 9 / 24).
(7) يعود في آخر الأمر تعذر الدخول إلى القدس الحقيقي إلى تقصير الذبائح عن الغاية المنشودة.
(8) راجع 6 / 5 و 10 / 1. المقصود هي الحقائق النهائية، حقائق " العالم المستقبل "، التي أصبح الدخول إليها ممكنا للمؤمنين بفضل ذبيحة المسيح.
(9) هذه الخيمة تحل محل " الخيمة الأولى " (9 / 8)، وهي سبيل للدخول إلى القدس الحقيقي، بفضل دم المسيح.
يبدو أن الكاتب يقصد سر المسيح الممجد، وهو الهيكل غير المصنوع بأيدي البشر والخليقة الجديدة (راجع 10 / 20 ومر 14 / 58 ويو 2 / 19 - 21 و 2 قور 5 / 17). وهناك تفسير آخر، وهو أن الخيمة تدل على السماوات التي اجتازها المسيح (راجع 4 / 14 +).
(10) " الفداء الأبدي " يختلف عن أنواع التحرير الموقتة التي تمت على مر تاريخ إسرائيل (راجع خر 6 / 6 - 7 وقض 2 / 16 - 23).
(٧٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 702 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة