الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٨
ورش رماد العجلة يقدسان المنجسين (11) لتطهر أجسادهم (12)، 14 فما أولى دم المسيح، الذي قرب نفسه إلى الله بروح أزلي قربانا لا عيب فيه (13)، أن يطهر ضمائرنا من الأعمال الميتة لنعبد الله الحي!
[المسيح يختم العهد الجديد بدمه] 15 لذلك هو وسيط لعهد جديد، لوصية جديدة (14)، حتى إذا مات فداء للمعاصي المرتكبة في العهد الأول، نال المدعوون الميراث الأبدي الموعود، 16 لأنه حيث تكون الوصية فلا بد أن يثبت موت الموصي (15).
17 فالوصية لا تصح إلا بعد الموت، لأنه لا يعمل بها ما دام الموصي حيا. 18 وعلى ذلك فإن العهد الأول لم يبرم بغير دم، 19 فإن موسى، بعدما تلا على مسامع الشعب جميع الوصايا كما هي في الشريعة، أخذ دم العجول والتيوس، مع ماء وصوف قرمزي وزوفى، ورشه على السفر عينه وعلى الشعب كله 20 وقال: " هو ذا دم العهد الذي عهد الله فيه إليكم " (16).
21 والخيمة وجميع أدوات العبادة رشها كذلك بالدم. 22 هذا ويكاد بالدم يطهر كل شئ بحسب الشريعة، وما من مغفرة بغير إراقة دم.
23 فإذا كانت صور الأمور السماوية لا بد من تطهيرها على هذا النحو، فلا بد من تطهير الأمور السماوية (17) نفسها بذبائح أفضل، 24 لأن المسيح لم يدخل قدسا صنعته الأيدي رسما للقدس الحقيقي، بل دخل السماء عينها ليمثل الآن أمام وجه الله من أجلنا، 25 لا ليقرب نفسه مرارا كثيرة كما يدخل عظيم الكهنة القدس كل سنة بدم غير دمه. 26 ولو كان ذلك، لكان عليه أن يتألم مرارا كثيرة منذ إنشاء العالم، في حين أنه لم يظهر إلا مرة واحدة في نهاية العالم ليزيل الخطيئة بذبيحة نفسه. 27 وكما أنه كتب على الناس أن يموتوا مرة واحدة، وبعد ذاك يوم الدينونة، 28 فكذلك المسيح قرب مرة واحدة ليزيل خطايا جماعة الناس. وسيظهر ثانية، بمعزل عن الخطيئة، للذين ينتظرونه للخلاص.

(11) راجع عد 19 / 2 - 12.
(12) الترجمة اللفظية: " لطهارة الجسد "، وهي الطهارة الطقسية المطلوبة للاشتراك في العبادة القديمة.
(13) ليست ذبيحة المسيح أقل حقيقة من الذبائح القديمة، فإن الدم قد أريق. لكنها أفضل منها على وجه لا مثيل له، لأنها التزام شخصي قام به كائن منزه عن الخطيئة ويحيا بالروح القدس. ومن هنا فعاليتها لتطهير الضمائر واتحاد الناس بالله.
(14) في النص اليوناني كلمة واحدة (دياتيكي) تعني " العهد " بين الله وشعبه، و " الوصية " التي يوصي بها الميت.
وسيستغل الكاتب هذا المعنى المزدوج.
(15) لا يمكن أن يكون " عهد " الله أقل ثباتا من وصية يوصي بها الإنسان. فكان لا بد أن يقوم العهد هو أيضا على حقيقة الموت التي لا رجوع عنها.
(16) خر 24 / 8.
(17) إن التوازي الذي تقيمه الجملة بين " الصور " المذكورة في 9 / 19 - 21 و " الحقائق السماوية " يوحي بأن هذه الحقائق هي الخيمة الجديدة (راجع 9 / 11) والشعب الجديد (راجع 3 / 1) وبشارة العهد الجديد وكل ما يصلح للعبادة المسيحية. وبعد أن أدمجت تلك الحقائق في العالم الخاطئ، كان لا بد من أن تتحول بذبيحة المسيح لتتم دعوتها السماوية.
(٧٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 713 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة