الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٢
4 فالذين تلقوا النور مرة (5) وذاقوا الهبة السماوية وصاروا مشاركين في الروح القدس 5 وذاقوا كلمة الله الطيبة وقوى العالم المقبل (6)، 6 إذا سقطوا مع ذلك، يستحيل (7) تجديدهم وإعادتهم إلى التوبة لأنهم يصلبون ابن الله ثانية لخسرانهم ويشهرونه. 7 كل أرض شربت ما نزل عليها من المطر مرارا، وأخرجت نباتا مفيدا للذين تحرث لهم، نالت من الله بركة. 8 أما إذا أخرجت شوكا وعليقا، فترذل وتوشك أن تلعن ويكون عاقبتها الحريق.
[رجاء وتشجيع] 9 أما نحن، أيها الأحباء، فإننا، وإن تكلمنا هكذا، متيقنون أنكم في حال أحسن، في حال تصلح للخلاص (8)، 10 لأن الله ليس بظالم فينسى ما فعلتموه وما أظهرتم من المحبة من أجل اسمه إذ خدمتم القديسين (9) وما زلتم تخدمونهم. 11 وإنما نرغب في أن يظهر كل واحد منكم مثل هذا الاجتهاد ليزدهر الرجاء إلى النهاية 12 فلا تتراخوا، بل تقتدون بالذين بالإيمان والصبر يرثون المواعد.
13 فلما وعد الله إبراهيم، لم يكن له أعظم من نفسه ليقسم به، فأقسم بنفسه 14 قال:
" لأباركنك وأكثرنك " (10). 15 فهكذا صبر إبراهيم فنال الموعد. 16 والناس يقسمون بمن هو أعظم منهم، واليمين ضمان لهم ينهي كل خلاف. 17 وكذلك الله، لما أراد أن يدل ورثة الموعد على ثبات عزمه دلالة مؤكدة، تعهد بيمين. 18 وشاء بهذين الأمرين (11) الثابتين، ويستحيل أن يكذب الله فيهما، أن نتشدد تشددا قويا نحن الذين التجأوا إلى التمسك بالرجاء المعروض علينا. 19 وهو لنا مثل مرساة (12) للنفس أمينة متينة تخترق

(5) عبارة " تلقوا النور " توحي باستنارة الإيمان (أف 1 / 18 و 3 / 9 و 5 / 13 - 14) ويمكن ربطها بالمعمودية.
و " الهبة السماوية " قد توحي بالمشاركة في العشاء السري.
(6) إن " قوى العالم المقبل " أخذت تعمل في الجماعة ويشهد تدخلها بأن ذبيحة المسيح حولت تحويلا عميقا أوضاع الوجود البشري، وقد بدأ زمن جديد (راجع 1 / 2 و 9 / 11).
(7) يجب الربط بين هذه الفقرة و 10 / 26. لقد اشتهرت بما سببته من النقاش (راجع المدخل). في هذه الجملة الطويلة في موضوع تعذر توبة جديدة، قد تبدو الآفاق مظلمة جدا، وإن ظلت غامضة. لكن المقصود هنا ليس هو بمقال تعليمي ولا بحكم على مذنبين. نحن أمام عظة تحتوي على تحذيرات عنيفة، علما بأن البركة تتغلب في آخر الأمر على اللعنة (6 / 9)، ويوضح الواعظ أن رأيه في سامعيه رأي حسن بالنظر إليهم وأن مراده تشديد عزائمهم ليأمنوا خور عزيمة محتمل لا دواء لنتائجه السيئة.
(8) في 6 / 7 - 8، سبق للكاتب أن ميز في مقارنته بين إمكانيتين. وها هو يحيل على أفضليهما. وسيشير إليها أيضا في 6 / 12 في كلامه على " وراثة المواعد ".
(9) " القديسين ": لفظ مألوف للدلالة على المؤمنين، غالبا ما يستعمله بولس (راجع روم 12 / 13 و 15 / 25).
ويشير هذا اللفظ أحيانا بوجه خاص إلى أعضاء كنيسة أورشليم، ويشير أيضا بتوسع إلى أعضاء كنائس اليهودية (هكذا في 2 قور 9 / 12 وروم 15 / 26). فيصبح عندئذ لقب شرف يذكر بالمكانة التي تحتلها هذه الكنيسة في الكنيسة الجامعة.
(10) تك 22 / 17 اليوناني.
(11) هذا الأمران هما " وعد " الله و " قسم " الله.
فيصبح الله شاهدا وضامنا لوعده.
(12) راجع 2 / 1. " المرساة " رمز الرجاء وهي كناية مألوفة في الأدب اليوناني. ولقد عثر في الدياميس على رسوم كثيرة منها تدل على استعمالها الواسع رمزا مسيحيا.
(٧٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 697 698 699 700 701 702 703 704 705 706 707 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة