الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٩
[لا فائدة في الذبائح القديمة] [10] 1 ولما كانت الشريعة (1) تشتمل على ظل الخيرات المستقبلة، لا على تجسيد الحقائق، فهي عاجزة أبد الدهور، بتلك الذبائح التي تقرب كل سنة على مر الدهور، أن تجعل الذين يتقربون بها كاملين. 2 ولولا ذلك لكف عن تقريبها، لأن الذين يقومون بشعائر العبادة، إذا تمت لهم الطهارة مرة واحدة، لم يبق في ضميرهم شئ من الخطيئة، 3 في حين أن تلك الذبائح ذكرى للخطايا كل سنة، 4 لأن دم الثيران والتيوس لا يمكنه أن يزيل الخطايا (2).
5 لذلك قال المسيح عند دخوله العالم:
" لم تشأ ذبيحة ولا قربانا ولكنك أعددت لي جسدا (3).
6 لم ترتض المحرقات ولا الذبائح عن الخطايا.
7 فقلت حينئذ (وقد كان الكلام علي في طي الكتاب):
هاءنذا آت، اللهم لأعمل بمشيئتك " (4).
8 فقد قال أولا: " ذبائح وقرابين ومحرقات وذبائح كفارة للخطايا لم تشأها ولم ترتضها " (مع أنها تقرب كما تقضي الشريعة). 9 ثم قال: " هاءنذا آت لأعمل بمشيئتك ". فقد أبطل العبادة الأولى ليقيم العبادة الأخرى.
10 وبتلك المشيئة، صرنا مقدسين بالقربان الذي قرب فيه جسد يسوع المسيح مرة واحدة.
[فائدة ذبيحة المسيح] 11 وإن كل كاهن يقف كل يوم فيقوم بشعائر العبادة ويقرب الذبائح نفسها مرارا كثيرة، ولا يمكنها أبدا أن تمحو الخطايا (5).
12 أما هو فقد قرب ذبيحة واحدة كفارة للخطايا، ثم جلس عن يمين الله للأبد، 13 منتظرا بعد ذلك، " أن يجعل أعداءه موطئا لقدميه "، 14 لأنه بقربان واحد جعل المقدسين كاملين أبد الدهور. 15 وذلك ما يشهد به لنا الروح القدس أيضا. فبعد أن قال:
16 " هو ذا العهد الذي أعاهدهم إياه بعد تلك الأيام، يقول الرب:
أجعل شريعتي في قلوبهم

(١) من الواضح أن المقصود هو شريعة موسى ولا سيما كيفية تنظيمها لحياة الشعب اليهودي الدينية، من طقوس واحتفالات مختلفة.
(٢) سبق للأنبياء أن أكدوا على عدم فائدة ذبائح الحيوانات وعدم فعاليتها (اش ١ / ١١ - ١٣ وار ٦ / ٢٠ و ٧ / ٢٢ وهو ٦ / ٦ وعا ٥ / ٢١ - ٢٥ ومي ٦ / ٦ - ٨). غير أن تلك النصوص لم تدع إلغاء عبادة الذبائح، بل كانت تندد بقلة الصدق أمام الله. أما كاتب الرسالة فإنه يتخذ موقفا أشد جذرية فيقول إن الذبيحة الشخصية هي وحدها فعالة (راجع ٩ / ١٤ +).
(٣) استشهاد ب‍ مز ٤٠ / ٧ اليوناني. ورد في الترجمة اليونانية " جسدا "، في حين أنه ورد في النص العبري " أذنين ". ويرى كاتب الرسالة هنا تلميحا إلى التجسد. ونجد الفكرة نفسها في الآية 10 بذكر جسد يسوع. فالمرسل إليهم يحيون منذ اليوم بنظام الأمور الجديد الذي افتتحته تقدمة المسيح.
(4) مز 40 / 7 - 9 اليوناني.
(5) تتكلم الآيتان 12 و 13 على ملكوت المسيح، كلاما مستوحى من مز 110 / 1 (راجع 1 / 13 و 8 / 1).
(٧٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 704 705 706 707 708 709 710 711 712 713 714 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة